إلى من تكلني في غيابك..؟
إلى صيف أوهمني بأن الشتاء قاتل لمشاعرنا الدافئة ، وأنا من رأيته يجلب في أوّل فصله سحابة تنتصف السماء
كريمة بما ستفعله على وجه الأرض إن سقطت وننتظرها تحت مظلة سوداء
لكنها تمضي من فوق رؤوسنا وجدتي تقول:
سُحب الصيف كاذبة ياأحفادي سُحب الصيف لاتصدق..
إلى من تكلني في غيابك وأنت تعلم بأن رئتي فارغة منك..
إلى من تكلني في غيابك وأنت الخائف من قبري وأن أسبقك إليه بخبر الموت..
إلى من تكلني في غيابك وأنا الموروث بحياتك من كنوز الحب..
إلى من تكلني وأنت الحالف بالله أن لاتترك على بساط رغباتي إلا فعل ماأطلب..
إلى من تكلني وأنت الذي مشيت طويلاً في طرق الصبر المزروعة بالشوك والمعجونة بحديد مذاب
يصنعه كيدهم لك وهُم يموتون قهراً في كل جمرة تحرق قدميك بينما تقول عنها برداً وسلاما.
إلى مَن تكلني وأنت العالم بغيب نواياهم مما نلت ، مما وهبوك قبلي في غياب والدك الطويل.
إلى مَن تكلني في غيابك المُقيت ، وأنتَ تعلم بأنني أخشى أن تشتهيك الغُربة طويلاً فلاتعود..
ليكون الوقت قد تأخر كثيراً على أن أرحل إليك.
إلى مَن تكلني ورائحة غيابك تُحرق حاسة الشم من جسدي..؟
قُل لي إلى مَن..؟