- لو تعلم ، لما رحلت بعد أن أنجبتني في أرض يقطنها البؤساء..
لما تركتني وانا إبنتك الصغيرة ، الطفلة التي لاتعرف أن تأكل بيمينها إلا بعتابك..
والطفلة التي لاتنام إلا بينك أنتَ وأميّ خوفاً من ديك جارتنا القديمة.
لو تعلم ماذا حلّ بطفلتك ياأبي لما تركت فرصة للموت أن يتجرأ على وجهك
وليته فعل ذلك بي قبلك عسى أن يتكسّر جليد الحُزن بجوفي.
طفلتك الصغيرة لم تعُد كما كانت ، إجتازت عقدها الثاني دون أن تشعر بلذة فرح من بعد وداعك
هجرت كل الأشياء ، لاتملك أي صديقة ، لاتضحك أمام المرآة ، تبكي كثيراً ، لاتتكلم..
هل أُكمِل لكَ عن قطارات الحُزن ؟ عن ليالي الوجع الممتلئة بي ، عن الصيف الذي لاأعرفه أبداً..
فأنا أرتجف خوفاً من كل سنين الفقد.
أرجوك إن كنت تسمعني الآن لاتتألم..
أحتاج إلى شيء واحد ، كما فعلته على الأرض تفعله لي في قبرك..
قُل لله أنني إبنتكَ التي لاتُريد أكثر منها في الأرض.
قُلها كما كنت تفعل قبل موتك ، فأنا لازلت أقول لربي وأتوسله: أن لايحرمني منك ، حتى إستجاب الله لي فأصبحت بي خالداً لاتموت.