للرياض.. نكهة الخبز الناشف.. ومروحة جدتي الأميرة..!
يسقط المطر في شوارعها.. فيبتلعه الزحام.. يتكاثر على زجاج سيارتي فتمسحه عيني..!
الرياض والمطر وفيروز، ودوام صباحي متأخر من عادته..!
هذه الرياض. المدينة "الأنثى" التي لا يتزوجها مقيم ولا يطلقها عابر..!
مدينة لا يكفينا السير فيها قدمان اثنتان..!
ولا تدثرنا فيها أحلامنا الصغيرة.. حتى لو ارتدينا جورباً طويلا كقافية جاهلية..
أو قبعة صوف للسحن العابسة عند السادسة بتوقيت حزني..!
الرياض مدينة متطرفة.. صحراء لا ترى في المدنية إلا عبوس أغنيائها،
واغتسال فقرائها بدموعهم الجافة من خطيئة الابتذال ..!
ولا ترى في وجوه الكادحين بها إلا أحلامهم المتوثبة للتحقق..
إنها مدينة الغواية بالحياة حين تكون جحيمها، واعتساف المال من أجل حياة الجحيم!
برجوازية المنشأ مكتظة المعتقد..!
الرياض مدينة الغرباء.. حين تبدو خاوية من احتفالات القلوب، والمواعيد المرتبكة..!
لا تكبر الأعياد في شوارعها العابسة.. ولا تبتهلها الريح ولا يعانقها الشجر،
حتى المطر يجيئها آخر البرد أشعثاً من فوات الربيع، ومبتلا بالغبار..!
لكنني أحبها.. كما أكرهها.. وأكرهها كما أحبها.. لا يسبق الكره محبتي لها إلا آخر الصباح..
