أما الرسالة الأخير من الله جائتي من طالبات أول متوسط وهؤلاء الطالبات أيضا أستمتع بتعليمهنّ ، وهنّ يستمتعن لأني صرت أعطيهن مجالا من الحديث والشرح وأمنحنهن معلومات جديدة وقصصٍ محفزة فلا تمر الحصة مملة ثقيلة ولا مدججة بالنظم التقنية .
أنتهيت من تقويمهن وكان هذا الأسبوع هو الأختبار النهائي الأخير لهن ، وكنت قلت لهن : خلونا نتحدّا بعض في إن أغلبكم يجيب 30
والحمد الله أغلب الفصل حصل على الدرجة النهائية .
أعطيت المتفوقات هدايا وأعطيت المخفقات أيضا ، فما كان من المخفقات إلا أن جئن إلي ومعهن هدايهن وقلن : إحنا مانستاهل يا استاذة
قلت : ليه طيب
قلن : ماكنّا ننتبه معك ولا نهتم وتعبناك معنا بضحكنا وسوالفنا
وانخرطن في حديث طويل من أسباب ومسببات لهذا الاستهتار
قلت : تذكرون لمّا قلت لكم مرة ماحد بيعطيكم النجاح إن أنتم ما خذتوه بانفسكم
قالوا : إيه
قلت : وتذكرون يوم أقول لكم لاتخلون أي أحد يأثر عليكم ويخرب مستواكم الدراسي والحياتي
قالوا : إيه
قلت : وتذكرون يوم أقول لكم الفشل ينجح إذا استفدتوا منه ، وأخذتوا منه تجربة تتعضون فيها
قالوا : إيه
قلت : طيب وش بتسوون اللحين
قالوا : ننهتم بدراستنا ولا نصير نضحك ونستهتر ولانتعب المعلمة عشان ننجح متفوقات مثل الباقيات
قلت : خلاص أنتم كذا نجحتوا
قالوا : بس تكفين استاذة لاتزعلين علينا ولاتروحين وإلا أنتي مسامحتنا
( هنا كدت أبكي ولو كنت أبكي لبكيت والله )
قلت : أنا ما أزعل من أخواتي الصغار ، أنا أبيكم تكونون أحسن الناس
قالوا : وعد إننا نصير أحسن الناس ، والسنة الجاية درسينا عشان تغيرين نظرتك
قلت : حتى لو مادرستكم بسأل المعلمات عنكم
ضحكن وابتهجن وأنا كنت أكثر منهن وبعدها عرفت أن الله يعطيني الشيء الكثير والكثير جدا وإن كانت أموري الأخرى تتعسر وتتعقد ، وإن كانت الدنيا تلفظني مرة تلوى مرة
إلا أن نجاحي هذا أشبع جوع فقدي لتوفيق في أموري .
::