p { margin-bottom: 0.08in; }
هم أعلنوا و قُرر بعد جهد أن ما فُرض هو الحقيقة و أن المعنى أصبح لا يحتمل الجدل
و أن موت الإنسان مُحَتم و أن طاقتنا في استيعاب كل ماحدث أمرٌ لا يخصنا وحدنا
و حتى التفكير بالموضوع و الإسهاب فيه لا يحق للجميع بل لمن يخصهم الحديث و يستلقي
مع وسادة أوجاعهم أو دُعائهم ..
الأمر يحتاج إلى تأمل و حديثُ عقلٍ لم يجد المنطق سفيراً لإيجاد كلماته و أما ما تبقى
من السلف فلهم عقائد أشبه بحبال الإستفهام و أنقى من أن تخالطها الشكوك المُثبتة
و مع كُل ذلك نشاط العقل في استرجاع الماضي و ربطه بالحاضر و تعليقهِ على شماعة
المستقبل و حزنٌ و كُربة و شيء لا يمكن تأويلة و لا يُوجد له تفسير يجعل من هيمنتنا
خيطٌ صغير متعلق برسم الخيال و متوجه إلى الأعماق السلبية في تفادي أن القادم
أجمل و أن ما يحدث أشبه بحدثٍ يزلزل أمة أو أنه أرساها على جبالٍ من الأمل ..
لا وقت للنكران فقط لحظة صمت عن كل أمر و مواجهة الصدق في أعماقنا ، الجدل أمرٌ
متوقف على أن الإنسان لن يأخذ قراراً حاسماً ،و عليه سيضع يده بالقرب من عقله
و يجعل من تفكيره في تحليلٍ سريع لما يحدث أمراً سَيُعاد عليه بالأسوأ ، لحظة الإنسان
مع ذاتهِ ستبين الحقيقة و التاريخ لا زال يزيف واقعنا الآن و لهُ الحق في ذلك ، فلا إثبات
سوى ما يتعلمهُ و يعبأ داخل أوطانه ..
حقيقة ، ماذا ستكتب أيها التاريخ ..! أين من وضعوك منذُ مدة و لم يخرجوك للعيان
حتى الآن ، أسننتظر ذاتك طويلاً ؟ يا تاريخ أقبل كعرافةٌ تكشف الأوراق قبل الوقوع
و عبّر بأريحية عن مشاكل عصرٍ لا يرى الوعي بين سطورك ، لا يرى سوى العُميّ
و يدخرّ فرصة ليلحق ببعضه .. يا مستقبل التاريخ ، أيها المعنيّ ، أيها الشاحب ،
هاتِ لونك أو بعضاً من حديثك ، ما حدث اليوم ليس بإشارة و ماحدث هو تعتيم للتفكير
معمعة و محاولة لفهمِ هذيانٍ يدور حول موتٍ و فرح و حزن و دعاء و خليطٌ من أمورٍ لا تعني
الإنسان، نعم أعني الإنسان ، الإنسان الحي بروحٍ فقدت حتى الإحساس ، يا تاريخ تحدث
عن اللآشيء ..أو عن أي شيء ..