من القديم هذه الأحرف :
وحشة السفر والغربة:
كم هي موحشة وكئيبه لحظات الوداع كأنك تقطع جسدك أوصالا" فتترك أجزاء وترمي أجزاء في طريقك وتأخذ أجزاء لتعلن عن قبوعك داخل جسد غريب عنك أو جسد نسبي فأكثرة مفقود وكذلك إنفصالك بعد أنسلاخك عن بيئتك وأكسجينك القديم الذي تتنفسه بشغف وبأمن واستقرار وطمأنينة فتهم لتغادر ويترأئ لك أحبابك ولحظاتك وعشقك .
فتجلس وأنت بحيرة من أمرك ويضنيك التفكير بكيفية الأنتقال وأصطحاب وكل ما تريده من صحبة" وأحباب" وعشق .
.
.
.
تأمل وطمأنه :
مع أمتعتي حملت ذكرياتي وأنتي بمقدمة كل شيء
صورك الراسخة بخيالي
ضحكاتكي
أبتساماتكي حينما نلتقي
وهمساتكي،
نورك المبهر الذي تخجل منه الشمس فتهب بالهروب .
تألم وشكوى :
أعتصرني هما" فأمشي ثمل الخطى أتقدم للأمام خطوتين وأحاسيسي ترجع بي عشرة للوراء لا أريد فراق المكان الذي أنتي به .
أضج بكي شوقا" وكذلك أمتعتي .
فكم هو بائس طريقي وطويل ومؤلم .
تقتلني وحشته وتبتر أودجي فأشهقك ذكرى لأصطبر على الحراك وتكملة مشواري فيجتذبني الحنين إليك لألقي نظرات الوداع على محياكي وهكذا تمر اللحظات أغادر وأرجع وأرجع لأغادر .
أسئله وتشكيك:
لماذا تستبيحيني لوعتا"؟
وكأنك تنتظرين فرصتك لقتلي
حينما أجبرت على الوداع فأعجبتك الفكرة ولم تطلبي رفقتي ولم أستشف منكي لو تلميحا" كأنك تنتظرين هذه اللحظة لتمزقيني وأنتي على علم بقدر أحتياجي إليكي .
أنطقي فقد هد أركاني سكوتكي قولي لأحيا وأستنبت ازهار حبي فتفوح شوقا" زكيا
لوعة ورجاء:
لعنت الفراق ألف ألف لكي لا أفارق نبضي يا أنتي
رافقيني لأسعد وأكن أسعد الرجال وأوفرهم حظا"
قولي أنا معك إلى لحدي فلن يفرقنا إلا الكفن والمدفن .
كل شيء منكي وفيكي أعشقه إلا لأك الآن ورفضكي صحبتي قولي لي هيا نمتطي راحلتنا ونمضي سويا .
.
.
.
فهم وتقبل :
نعم الآن علمت ما جعلكي تلتزمين الصمت وأدمعكي الهاطلة لتغرقني فتجرفني معها تنهيدا" وأسى
نعم يا لهمي وعذابي لقد أخرسكي هول الفراق وصدمة القرار وتشتت الفكر وتكذيب الواقع والخوف من ضياع الأماني والأحلام.
ياحبي لا تخافي معا" سنعمل ونفعل كل مستحيل فلن نجزع ونستسلم فيكفينا أننا معا" .
فهيا لنبدأ الحياة بعزم ونركن الكسل ونطرد الشؤم هيا.