لم يتسعْ بحرٌ
*"بان الصبح بانيي وايي
بان الصبح بان بان ..وحبيّبي ما بان ...وايي..
بان الصبح بانيي وايي
أبجي على البمبرة وابجي على التينة ...وايي
بان الصبح بانيي وايي
وابجي على من ذبح قلبي بسجينه.... وايي
بان الصبح بانيي وايي "
نَهَلَتْ حِبَابُ الشّمسِ مِنْ حَدَقَاتِها
فَتَفايَضَتْ ألقًا
على شُرُفاتِها
ثَكْلَى بِضَوعِ الوَرْدِ
كيفَ بروضِها
يَفْتَرُّ عن ضوعٍ
بلا ورداتِها
حينَ اسْتَبَدّ الفَقدُ
يُشْعِلُ قَلبَها
شَهَقَتْ فَفَارَ الضّوءُ
في عَبَراتِها
كانتْ تُهَيّأُ للعريسِ بِحُلمِها
حفلًا
لكم نذرتْ له رقَصَاتِها
وتُعَلّقُ النّجماتِ في لَيْوانِها
وكواكبًا خضراءَ
في حُجُراتِها
والزّغردات
تَرُفُ مثل حمائمٍ
لم تسترحْ يومًا على شجراتِها
حتّى أغانيها :
" وبَانَ الصّبْحُ بانَ "*
تَصُبُها بِالزّهرِ في كاسَاتِها
لم تدرِأنّ العُرسَ غَيّرَ موعِدًا
كانت تُقَايِضَهُ
بكلّ حياتِها
وصَغِيرُها كَبُرَتْ جناحاهُ
وما عادَ المدى
مُتَحَمّلًا خَفَقَاتِها
لمّا ارتقى الأفلاكَ يذرعُ طاويًا
حتى المجرّة
يجتلي طُرُقاتِها
لم يُعْجِبْ الظّلمات أن يسري بها
مَلَكٌ يقضّ سُباتَ
كلّ غُفاتِها
أمرتْ أبالِسَها بِقَصّ جناحه
والريشُ تغزلهُ
لسترِ عُراتِها
لمّا توهّجَ
قابَ حُلْمٍ يدلي
قطفتهُ قبل أوانِهِ بِجناتِها
فَبِأيّ ذنبٍ تَجْتَنيهِ
ولم يكنْ إلا سُنونوّا
أوى بِفَلاتِها
رشَقَتْهُ
فانتثرَ السّنا مُتلبِدًا
يَسقِي بِمهجتهِ رؤى غيماتِها
لم يتسعْ بحرٌ
للؤلؤة الهوى
فانثالَ عن( بحرين ) في صبواتِها
حانَ الزّفافُ فَزَغردي
وتَرنّمي :" الصّبحُ بانَ مبددًا ظُلماتِها "
ولتنثري القُبُلاتِ
أنى تلتقي شفتاكِ بالجرحِ اشتهى
صلواتِها
لا تُغمضي عينيهِ
مازالت رؤاكِ على امتدادِ الشّوقِ
في نظراتِها
شُمّيهِ
قبلَ يفارق الحِجْرَ الذي كم هَدْهَتْهُ
مَوجةً بِفُراتِها
ضُمّيهِ
ضَمّ مُفارقٍ
قد أسفرتْ في مقلتيهِ الحُورُ عن جَنًاتِها
للهِ صبرُكِ
فالملائكُ لم تزل لمّا تراكِ
تضجُ :" يا ثاراتها"