منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - جلجلةٌ على ضفافِ النّيل
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-01-2011, 03:35 PM   #1
إيمان دعبل
( شاعرة )

الصورة الرمزية إيمان دعبل

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

إيمان دعبل غير متواجد حاليا

افتراضي جلجلةٌ على ضفافِ النّيل


جلجلةٌ على ضفافِ النّيل

مِنْ عَتْمَةِ الاشيءِ لا حتْ أنْجُمُكْ
والضّوءُ مُنْدَفِقٌ يُرتلهُ فَمُكْ

كمْ طالَ نَومُكَ والتَحَفْتَ على الأَسَى
والجُوعُ يُمْعِنُ فِي أَذَاكَ ويَقْضِمُكْ

ووسادةُ الأحلامِ تلكَ ظَنَنْتَها
تحويكَ لكن ما ظَنَنْتَ تُكَمّمُكْ

ولكم لبستَ الذّلَ ثوبًا ضيّقًا
رُغم اتّساعِكَ في الحَياةِ يُحَجّمُكْ

ولكم جرعتَ القَهْرَ نارًا كلما
أخمدت جذوتها تعودُ وتُضْرِمُك

وشَرَقْتَ بالآهاتِ تكتمُ غُصّةً
والخوفُ في ظلّ المشانقِ يَكْتِمُكْ

لم يكفِ أن تَحيا كما الموتى وإذ..
في القبرِ تسكنُ.. والغلاءُ جَهَنّمُكْ

بل فوقَ ما عانيتَ من حرمان في
دنياكَ تَسْرقُكَ اللصوصُ وتَلْطِمُكْ

حتّى طفولتك البريئة شُرّدتْ بين
الشوارعَ ..والعنا لا يرْحَمُكْ

في عتمةِ الاشيءِ تبذرُ دونما
أدنى حصادٍ.. بينما هو موسِمُكْ


يا ما بنيتَ من الأماني كلما
أوشكتَ تَسْكُنها ..تخرُّ و تَهْدِمُكْ

كِسَرٌ مواجِعُكَ التي بَعْثَرتَها
بينَ الخوافقِ من تُرى سَيُلَمْلِمُكْ

ما بُحتَ يومًا بانكساركَ كان
يمنعكَ الحياءُ وكان بُوحُكَ يُؤلِمُكْ

هَرَمٌ أبِيٌّ كنتَ تمتشقُ المَدَى
كيف الدنيءُ بمقلتيكَ يُقَزّمُكْ

أم كيف يا ابن النيلِ تصمتُ خانعًا
والكبت إن تحكي بصخرٍ يُلْقِمُكْ

بل كيفَ أسْلمتَ الزمامَ لخائنٍ
ما كان يخجلُ ..للصهاينِ يُسْلِمُكْ

وغَطَطْتَ عامًا إثرَ عامٍ لم تُفِقْ
إلا ونومُكَ بالتثاؤبِ يدهَمُك

قد آنَ صَحْوُكَ ..آنَ أنْ تَجْلو الغُبارَ ..
وآنَ أنْ يَصْحُو بِقَلْبِكَ أدْهَمُكْ

مَزّقْ ثِيَابَ الذّلِ ..حَطّمْ قَيدكَ
الممتدُ حتى الروح كي لا يَحْطِمُكْ


أَطْلِقْ سراحَ" الاّءِ "وارفعْ صَوتَهَا..
أحكم قراركَ ..قبلَ خَوفُكَ يَحْكمُكْ


قُمْ واشْعِلْ الآفاقَ حولكَ ثورةً
ودَعِ الحُسَيْنَ بِعُنْفُوانٍ يُلْهِمُكْ

اخرجْ تظاهرْ وانْتَفِضْ يا حَبّذا
تِلكَ الملايينُ التي تتقَدّمُكْ

ثُرْ مثل طوفانٍ عصيٍّ لا تَقِفْ
لا تتركْ الرّملَ المُسلّحَ يَرْدِمُكْ

قُلْ للذي احْتَكَرَ الحياةَ وبَاعَها
للغربِ قد سَقَطَتْ لدينا أسْهُمُكْ

فاحْزِمْ حَقَائِبَ خيبةٍ واخرُجْ بِها
ما عادَ في الشّعْبِ المُؤججِ مَغْنَمُكْ

قد فَارَ تَنّورُ التّصَبّرِ والتَظَى
غادرْ فما جبل بمصر سيعْصِمُكْ

ها يَقْتَرِبْ مِيعادُ نَصَر إرادة ِ
الشّعْبِ الذي في كل يومٍ يَهْزِمُكْ

الشّعْبُ قالَ اليومَ ..قالَ مُجلجِلاً
ما عُدْتَ تَلْزَمُنَا ..ولسنَا نَلْزَمُكْ

 

إيمان دعبل غير متصل   رد مع اقتباس