وَ فُتحت بوابات السماء ،
لتأذن لنا بالعدوِ بين ضواحيها ، و قد حملّتنا حقيقة أن نبحثْ عن وجوهِ قاطنيها ، هم سكنى جنّة الله
فإذا بصراط لا يعبره إلاّ الموتى ، أو الأحياء الصابرون الذين يحتملون وقع سياط الذكريات و لا يلتفتون لحلفة النداء العظيم ،
يفصلهم عن الموتى كون ممطر ، يشطره خيط الإحتواء ، لذا هو ممطر ..
مِنْ ثرثرة أحلام موْتاه الليلكية يُحكى أنْ :
هاملة تتلو مَثالب الموتى للغروبِ ،
تُصلّي كثيراً ، و تَعتكف فِيْ مِحراب الغسق
تدس دمعة مِنْ جزع في رحمِ الليل
حتىْ فزع الظلام و سَكبَ في عباءة الموت دلو الفزع
أن تمهّل و لا تخطف الآمنين ،
- صه ، و ترفعّي عن الوجودية و العبثية
- هل أصمت ؟
اشششش ، حلقّي فوق سدرة المنتهى و كفى ، و لا يأسرنك تشظّي الجحيم
- لكن الجحيم ، فتنة ، هكذا قالت الراهبة لفتجنشتين ، أنَّ النار لا تحرق نارًا ـ و الجليد لا يذيب جليًدا !
- دعي الترميز ، و حلقّي بالتجريد ..
و قبل أن نُنهي النشور الأول يا رسيس السهد ، انتثرت ملامحهم هاهنا فوق الأرض ، فإذا بنا نتسابق لمصافحتها
و كأننا نزكّي قول درويش : لا يتعذب الموتى ، بل الأحياء ..
يا ترنيمة الشتاء . . .
يا نبيّة الكَلِم. . .
يا حكمة الأنهار * . . .
هل أصغي لغواية الجحيم و التفت ، أخشى ما قد أخشى أن يكون مصيري كمصير أورفيوس
و ألا ابكي لدغة ثعبان ، بل غريزة إنسان ...
اجعلي لي هنا ، كاتدرائية لا يعبرها إلا الأطهار
و من شعرك ترنيمة لا يمسّها إلا المذنبين ..
هل تدركين توبة المذنب ، و تقشّف الراهب ؟
اخفي الذنب عن راسي ، و اشتهي الغفران الآن
و الغفران ينتثر كصفحة للتائبين ، هلمّوا إليَّه طاهرين
أحاديث موت ، و معزوفة شجن بقيت هاهنا في حنجرتي حتى نبتت منها هذه اللعنة الوجودية ..
في جوفي ، تسكن قصيدة و اغنتين ، سرقتها من وشمٍ خطّها كبير الجن في خاصرة صغيرته المرمرية
سأرتلّها لك بسفر التشويق القادم : )

* كناية عن الحضارات الشرقية القديمة ، التي نشأت بجوار الأنهار