يَزْدَحمُ صَقيعٌ في رَتابَة التّطلُع إلى مُسْتَقبلِ الشُّرودْ
حيثُ يُحمَى على كَفَنِ الجَسَدْ أغْلالٌ مِنْ نارْ
لا يَمرُّ ب رُكنِ اشادَتِها غَيرُ بَليغَ عَذابْ
قُمْ يا شَرَر الإزْدِحامِ في مُقلِ توعُّكِكْ
واصْرُخ مَنفىً سيّرتُه لَهبا ً
أزِلْ مِنْ أشيائكَ قَلبا ً
ماكَسته الرّيحُ رَفيفَ شُجونْ
وأحصِ في أزقّتِكَ المُدلَهمّة جَوابا ً
ف سُؤالُ الغَيثِ عَنكَ قَريبْ
شاطِرْ زَقزَقة تَواليكَ نَهرا ً
عبَّ مِنْ غَرفَة الجَريانِ جَحيما ً
بِكَ اسْتَوطَن تِمثالُ الثَّباتْ
لا حَرَكةٌ ما دامَ سَبيلُ الرّوحِ عِتابْ
جبالٌ تتقيّؤ تَفَثَ فِكْرِكْ
لَظَىً مِنْ قَواميس الرّجاءْ
أسبَلتْ عَنكَ العُيوبُ سِراعا ً
لا غَضَّ طَرْفُكَ بملحِ الآهِ واسْتَكانْ
أُمّاهُ صَبرا ً بَلغتُهُ كـ رداءْ
حازَت لـ شُرَفِه الأضلعُ الصَّماءْ
بَكانيْ تتَلمُذ الجُنونْ
لـ حِجرِكِ أوّاهُ قَتيلا ً أكونْ
يُغريهِ المَوتُ غَفواتٍ وسُنونْ
فـ تَزمّلي ب صِغَره في رُباكِ حَنينا ً
لا فرَّ اسْتِيطانُه من فيهِ الظَّلامِ
وما تَرَكه الوَقت إلا مَكلوم
ضَلَّ الهَوى فيكَ يا حُزنُ مَريدا ً
ملَّ رَونَقة الذَّاتِ سَرابْ
هَمَسَ لـ عُمرٍ يَجيء
بُعدا ً أتاه وغارَ النَّحيبْ
أوقدْ ليْ يا مَلاكَ فِتنَة الأنا نورا ً
رَغبتُ لـ أجلهِ ذَرفَ النّفوسْ
رَمّمَنيْ بكِ مَلحفا ً
ودَعْ سَلسَبيل الغّيِّ يَبورْ
وانظُرْ إلى مِنْ حَواهُ الضَّبابُ خالدا ً
في رَحمهِ أوجَز نُبلَ الارْتِقاءْ نَجاه
صوّرِهُ مرآة لـ دُنيا
فيها الغُرابُ يَنطِقُ الهَباءْ
دَعنيَ أكفكِف مِنْ سُقوطِ وَجنَتي مُزنا ً
غيّر تَفاصيلَ العَناء مَلامِحا ً
وارْسُمني طِفلَ رَضيعِ الهَواء
واضْغَط قَلبيَ استِقامَة
ذاكَ خِطابُ الأبْرِياءْ
ذاكَ خِطابُ الأبرياءْ !