[محمد القواسمي]

الساعةُ تشيرُ الى الثالثة عصراً ، فـ صباح الخير أيها الوطنْ

صباحُ الوجوهِ المارّة في حيّ النصرْ ، إذ تمشي تختالُ ( سُكراً ) الى حيثُ عملٍ لا يطعمُ خبزا ،
صباحُ الأملِ أيها المذياعْ المتقلبِ صباحاً بينَ ضحكاتٍ ومصائبْ
صباحُ الأشياء التي ما انفكّت تمرّ في صباحاتنا حتى ألفناها ، ولم نعد نراها
صباح الخير أيها الأنـا القديمْ

،،،

كلهّا ليالٍ من قلقْ
في مدينةٍ يرجّك فيها صوتُ المؤذنِ وريح بخور معابدِ الهندوس
وتلقي سلاماً بكل اللغاتِ ،
السلام عليكمْ ،
hello
halo
bonjour

وتديرُ ظهركَ لستَ مكترثاً ما يقولُ ، إن قالْ اصلاً

،،،،

نساءْ ، نساءْ
يباعُ الجنسِ مثل العصائرِ ،
في كل زاويةٍ وكلّ مكانٍ مقدّس

A LADY ?
MASSAGE SIR ?
YOUNG WOMAN ?

في البدءِ حسبتُ الرد عليهم بأن شكراً هي نوعٌ من أدب ،
حتى عرفتُ ان عدم الردّ هو الغالبُ فعلهُ ،

وأشدّ على يديّ ، كي لا أسقطَ منها عرقاً
يمزجُ بترابٍ عاهر

،،،،

للحبّ مكانٌ هنا
بين زوايا الشوارعِ ، وممراتُ المباني
حيثُ كلّ اللغاتِ ورق
تمرّ بكَ الخنساءُ ، لتكتبكَ كلاماً عربياً مبينا ،
للحبّ
حينَ يقالُ عربياً خالصاً مذاقٌ ، كطعمِ الصنوبرْ
جافاً ، مالحاً ،
وجميلْ

،،،،،،،،

موجٌ في الأرضْ
موجٌ في الطابق الثالث والعشرين حيثُ تركنُ غرفتي
موجٌ في السماءْ
وليلٌ دائمٌ وقليلُ أملْ

وأبحثُ عن حياةٍ ما وجدتها من قبلْ
ابحثُ في شوارعٍ ملقاةٌ خارج الخارطة
ويبحثُ كلّ عن أملهِ ،

في كوالالمبور
كأنك باسطٌ كفيك الى الماءِ ليبلغ فاكَ

الصورة : البنايةِ التي أسكنُ بهـا ، وفكرتُ - جاداً - أن أجرّب الطيرانَ منها