منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اِنْطِفَاءَ :
الموضوع: اِنْطِفَاءَ :
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-13-2010, 10:46 PM   #1
أحمد الحربي
( كاتب )

الصورة الرمزية أحمد الحربي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 365

أحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعةأحمد الحربي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي اِنْطِفَاءَ :





الشَّمْس الَّتي صَهَرتْ أصَابِعَنَا حَتَّى النُضج تُوْشِكُ أنْ تَنْطَفئ ..
لمْ يَعُدْ مُمْكِنًا لِلْعُشْبِ النَامي فِي صَدْري إلاَّ التَوقّفَ عَنْ التَكَاثر ,
بَعْد أنْ أصبحَ الْحُلمُ وَاسِعًا عَلى كِلينَا وَ الْوَطنُ ضيّقًا عَليه.
مَازلتُ فِي هذَا التَيهِ الَّذي تَعْرفينهُ جَيَّدًا جِدًا , لمْ أفْعَلْ الْكَثير بَعدَكِ ,
فَالسَّراب الَّذي تَجلَّى وَأبْرزَ فِتْنَتَهُ لنَا وَ نَجَحَ فِي إغْوَاءِنَا لِنُخَالِف الْوَصَايَا وَ نَجْنحُ فِي تَعقُّبِهِ يَتَلاشَى ,
مَازالَ يُمْعِنُ فِي التَلاشِي , يَتجهُ إلى أنْ لا يَكون , صَار كَذلِك
عِنْدَمَا قَصُرت الْمَسَافَةُ جِدًا .
الْمَسَافة إيَّاهَا الَّتي عَانَدتْ أقْدَامَنَا وَ أوْجَعَتنَا كَثيرًا , التي أرْعَبَتْنَا مِثلَ حَكَايَا الْجَدات كُلَّمَا فَكَّرَنَا فِي أنْ نَقْطَعَهَا ؛ لِنَصِلَ إلى الْحُلمِ , وَ نَشْرَب ,
وَحَينَ تَجَاوَزنَا مُنْتَصَفَهَا أوْ هَكَذا ظَنننَا , إمْتَدَّت وَ تَضَاعَفتْ بِلاَ تَوَقّف كَ شيطان , لِنَسْقُطَ
عِندَ مُنْعَطفٍ كَالزُجَاجِ حَاد , لِنَخْسرَ الدَهشةَ وَالإيمَانَ معًا .
أمَا كانَ مِنْ الْمُمْكنِ أنْ تُحَاولي و لوْ قَليلاً مواصَلةَ السيرَ مَعي فِي هذَا التَيه ؟
لِيكونَ مُمتعًا بَهيجًا كَاحتِفَالِ أطْفَال , شَهيًا كَقَالِبِ حَلوَى , دونَ أنْ يَفْقِدَ الْحُزْنَ فِي اِسْمِه , وَ لكي لاَ أسقط عِنْدمَا أسْقُط :
مُتَحَسِّرًا عَلى رَغَيْفٍ لمْ نَأكُلْه مَعًا صَبَاحاً , وَ صَبَاحٍ يُوَظِّفُ كُلَّ شَيءٍ فِي كُلِّ شَيء
السَريرَ جِوَارَ الْبَاب , الطَاوِلَة عِندَ النَّافِذَةِ , الْقَلم فَوقَ الْوَرَقَةِ , الْقَهْوة فِي فِنْجَانِهَا , الرَّمْز فِي الْقَصيدة , أُغْنيَاتَ الْحَصادِ فِي الْحقولِ الْبَعَيْدةِ , وَ
جَسدكِ في المنامةِ الحريرية .
كُلّ شَيءٍ فِي مَكَانهِ مِنْ الْمَنْفَى وَالْوَقْتِ .
صَبَاحٌ كَالأنبياءِ فَاتِحًا , يَهبُّ بِشَّعْرِكِ الَّذي يُبْعَثرُني مِثلَ مَا يَفْعلُ هَواءٌ خَفَيْف , وَيَبْتَكِرُ لنَا رَائِحَةَ النَعْنَاع , وَطَقْطَقْةَ الْخَشَب , وَ تَلعثُم الدَّمِ فِي قَلْبَيْنَا ,
النَدَى عَلَى أزْهَارِكِ وَ الأَسْطُحِ الْمَصْقولَةِ وَكَأسَيْنَا .
عِنْدمَا أَسْقُط ..
عِنْدَمَا أسْقطُ وَحَيْدًا فِي هَذَا الْلَيْلِ بِلاَ قَمَر .



 

التوقيع





..., يَاربَّ فَاطِمَة.


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد الحربي ; 09-13-2010 الساعة 11:06 PM.

أحمد الحربي غير متصل   رد مع اقتباس