::
لبعيد تّستكين دموع المسَاء
وتبقى حائرة تتسلسل
لظمأ الوريد
لبعيد تناسخت صوره في
كل شواطئ عروس
لامست أقدامي رمالها ..
كان النسيم وذكرى الهجر
وهفهفة الرياح وهبوب الشعر ..
لبعيد طالت الذات شهقات أشواق
وحنين وأكوام زجر
لبعيد رُفع الحداد وتباطأ الموج
وعانقت غدر البحر نكاية
حكاية لقصة ألم
***
يا أنت يا من أخذني إليه
يا من سرق أيامي
وتلقتني حُفنة أيام قاسية في
غيابه
كان وقع الضياع
وقع الشتات ..
مساءها مُتذمر لملامح خطفتها
خطوات البُعد المُميت
صباحها يعتذر التغريد على مشارف
أيقنت كآبة الغياب وأستدل الستار
لا قمر إلا الثلاثين
يتوارى خلف السحاب
شمسها باهتة حزينة كأن الشعاع
تجهم حول قطرها
لا أرض تحتها
لا السماء سماء
***
هو الليل
يساندني في غيابك
أتوكأ عليه عندما تحضرني
رغبات البكاء ..
وفي كريم
يحتفظ بإرشيف ليالٍ خوالٍ
على نغمات ذكرى يزلزل ..
يمطرنا إرتجافات خوف
تتبلل الوسائد ونلتحف الغطاء ..
كأننا نتبادل صدى من بعيد
موت فراق .. فراق موت ..
صوت مُقطع
كثير ما يرتجف وتسقط
التذبذبات كقطرات دم بائسة
لكنها تجيد مناغاتنا لألفاظ
الإنتهاء ..
***
يا أنت يا من ظن
الصدود
وأنا في لحظات الغياب
أرسم التصدع والشقوق ..
أنت كل مواجعي وآهاتي
وحشرجة الجفون
أنت الأنا وضياء الطريق ..
أنت أنا
بك البروق والرعود وهطول المطر
مطر .. مطر
موسيقى حالمه
على سفح جبل وعبق منير ..
::
سلمى الغانمي