منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - جميل
الموضوع: جميل
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-12-2010, 10:58 PM   #9
صقر فيصل
( كاتب )

الصورة الرمزية صقر فيصل

 






 

 مواضيع العضو
 
0 موسمٌ ككلِّ المواسم
0 جميل
0 في زحل
0 ليلة جميلة

معدل تقييم المستوى: 0

صقر فيصل غير متواجد حاليا

افتراضي


لربما قرأتَها اليوم في ختمتك، ولربما قرأتَها أمس، ولربما قرأتَها غدًا، ولربما قرأتَها مرة كل يوم صباحًا، ولربما قرأتَها مرة مساءً، ولربما قرأتَها قبل النوم، ولربما قرأتَها لدى رقيتك لنفسك، ولربما قرأتَها في ساعة بُث فيك الفزع ...

((الله لا إله إلا هو الحي القيوم، لا تأخذه سِنة ولا نومٌ، له ما في السماوات وما في الأرض، من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه، يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء، وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما، وهو العلي العظيم))

يقول سيد قطب في الظلال:
وكل صفة من هذه الصفات تتضمن قاعدة من قواعد التصور الإسلامي الكلية. ومع أن القرآن المكي في عمومه كان يدور على بناء هذا التصور، فإننا نلتقي في القرآن المدني كذلك في مناسبات شتى بهذا الموضوع الأصيل الهام، الذي يقوم على أساسه المنهج الإسلامي كله، ولا يستقيم هذا المنهج في الحس إلا أن يستقيم ذلك الأساس، ويتضح، ويتحول إلى حقائق مسلمة في النفس، ترتكن إلى الوضوح واليقين.
وفي صحيح مسلم أن أبي بن كعب ‏ ‏قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا ‏ ‏أبا المنذر ‏ ‏أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)) قال: قلت الله ورسوله أعلم. قال: ((يا ‏ ‏أبا المنذر ‏ ‏أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)) قال قلت: ((الله لا إله إلا هو الحي القيوم)) قال: فضرب في صدري وقال: ((والله ‏ ‏ ليهنك العلم ‏ ‏أبا المنذر))!

وكأني بك تغبط الصحابي الجليل أبي ابن كعب رضي الله عنه على هذه الضربة من هذه الكف الطاهرة، أراك وأسمعك وأحس بلوعتك، وأنت تود لو كنت في ذلك الموقف وتلك اللحظة.

ولكنك حتما تسعد بقراءتك لهذه الآية، واستمرارك على ذلك، فقد يكون اسم الله الأعظم مذكورًا في هذه الآية فرأي الجمهور أنه "الله" وابن القيم يقول إنه "الحي القيوم لا إله إلا أنت" وكلها في هذه الآية.

ومن كتاب الدكتور سلمان العودة:
فالله هو أكثر الأسماء ترددًا في القرآن والسنة.
((الله)) هو أكثر الأسماء اشتهارًا وترديدًا على ألسنة المخلوقين كلهم بمختلف لغاتهم وألسنتهم.
((الله) هو الاسم الدال على الذات العظيمة الجامعة لصفات الألوهية والربوبية، فهو اسم له وحده لا يتعلق به أحد سواه، ولا يُطْلَق على غيره، ولا يدّعيه أحد من خلقه.


ومن الكتاب أيضًا:
في هذه الآية العظيمة ذكر الله عددًآ من أسمائه تعالى وصفاته، فذكر ألوهيته وأنه الذي لا إله إلا هو، وأنه الحي القيوم، وأتبع ذلك بقوله: ((لا تأخذه سِنة ولا نوم))، وذكر ملكه سبحانه وأن له ما في السموات وما في الأرض، وأن الشفاعة عنده لا تكون إلا بإذنه، وأنه سبحانه هو العليم الذي لا تخفى عليه خافية، يعلم ما بين أيديهم مما يأتي، وما خلفهم مما مضى، وهم لا يحيطون بشيء من علمه تبارك وتعالى: ((ولا يحيطون به علمًا)) إلا بما شاء، فلا يعرف العباد ربهم إلا بما عرَّفهم به، فالعقول لا تدركه سبحانه، ومن ذلك هذه الآية العظيمة.

ثم قال سبحانه وتعالى: ((وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يؤوده حفظهما)) وفي هذا إشارة إلى عظمة الله عز وجل، وعظمة هذا الكرسي الذي وسع السموات والأرض.
ولا يؤود الله حفظهما، أي: لا يثقله ولا يشق عليه حفظ السموات والأرض وما فيهما، وهو العلي العظيم.
يقول صاحب الظلال:
ويعلو الإنسان ما يعلو، ويعظم الإنسان ما يعظم، فلا يتجاوز مقام العبودية لله العلي العظيم. وعندما تستقر هذه الحقيقة في نفس الإنسان، فإنها تثوب به إلى مقام العبودية وتطامن من كبريائه وطغيانه؛ وترده إلى مخافة الله ومهابته؛ وإلى الشعور بجلاله وعظمته؛ وإلى الأدب في حقه والتحرج من الاستكبار على عباده. فهي اعتقاد وتصور. وهي كذلك عمل وسلوك..
ويقول سلمان العودة:
وفي ذلك حث العباد على سؤاله ودعائه والتماس ما عنده من الحفظ والكلاءة والجود، فهو الحفيظ القائم على كل نفس بما كسبت...


ومن استغنى بالله عن غيره حصّلَ جميل الغنى، الذي لا يخاف بعده فقرًا، ولا يخاف بعده خُسرًا، ولا يخاف بعده بشرًا.

يقول الشيخ محمد الغزالي في كتابه فن الذكر والدعاء:
إن الغني بالله لا تدنيه مشاعر الرغبة والرهبة، والقوي بالله لا تقلقه أعداد القلة والكثرة، والمراقب لله تستوي عنده الخلوة والجلوة، وطالب الآخرة لا تستخفه مآرب الحياة الدنيا.

 

صقر فيصل غير متصل   رد مع اقتباس