لك الله يا قلبا ارى خفقانه
بأشعاره تهدي إليه معلقة
تذكر أيام الوصال وأنسها
وجمعا به الجهراء في الليل مشرقة
ألا ياربى تيماء ياحلوة الهوا
وهل مثلها ياصاح في الكون منطقة
وقوفا بها صحبي على مركباتهم
ويكشف كل من هوى القلب اعبقه
وما منهمو إلا يبث حنينه
وأشجانه والحزن في العين صدقه
خفيف حفيف النخل في سعفاتها
كأن فتاة تمشط الشعر مشفقة
خلعت عليها من دموعي منحة
عليها الأحاسيس اجتمعن مفرقة
ولو كنت ارعى غيرها من مدينة
لكنت رضيت النوم من دونها مقة
ففي ليلة الجهراء كان لقاؤنا
مزاجا وألوانا عليه منمقة
على أي شيئ يهلك المرء نفسه
ففي زهرة الدنيا حياة مزوقة
دع النفس لا تجزع لحزن يصيبها
ولا فرح قد فاتها لتحققه
تعلل بصحب لبسهم حلل الهوى
لهم في بيوتات الملذات اروقة
تمتع ورمم ذكرياتك رائقا
فإن حياة البائسين معلقة
ولا تقطعن اوتار وصل مخاصما
فلا طرب للناس وهي ممزقة
ولا تكترث باللائمين ولومهم
فعذل المغالين المحبين هرطقة
حياة الفتى ماكان من شرعة الفتى
ففي الناس أخباث تلوم لتشنقه
تنقلت في اجناس ناس خبرتهم
ف ياللأسى فيهم حياة ملفقة
سئمت خطابات النقاء وأهلها
فقد جهلوا حال القلوب الممزقة
وكل فتى لاتشعل الناس نفسه
سيفنى بأنفاس من الناس محرقة
وما هذه الدينا لمن لا يجيدها
سوى خمرة للعاطلين معتقة
إذا أقبلت دنياك عجل بقنصها
فهل مستمر في تصاريفها الثقة
لسان الفتى في الحاضرين حصانه
وكبوته إعلانه عدم الثقة
وكم من جميع شتت الدهر جمعهم
وجمعه بعد الشتات وفرقه
فلا تأمنن للحادثات وضحكها
فضحكة ربات المواعيد مرهقة
عشقت الصبا لما تراءى لناظري
عليه صبابات الهنا متدفقة
إذا رمت من قلب الحبيب مودة
فخذ بعضها إن القلوب مخندقة
بريدك والإيميل طال جفافه
عجاف رسالات الحبيب المشوقة
حبيبك من زاد المسرات وصله
وبهرج شريان الوصال ونمرقه
وليس الذي ينأي ويبعد وجهه
وعبسه يوم التقاك وصفقه
كثير هي الناس التي لا تحبها
على أنها في حبها متملقة
إذا غبت عنها يملأ الحقد نفسها
وإن جئت حيت بالقلوب مصفقة
حياة الفتى عز ، ثراء وسلطة
وما لفقير الحال في الناس ملعقة
عُرفت بطيب القلب من يوم مولدي
وحرمت بعد اليوم أن أتذوقه