[نواف العطا]

بدون تدقيق كما هي من جوالي إلى هنا :

في أحد الأيام أهلكني التعب والتفكير فأويت لفراشي لأنعم بقسط من الراحة بعد هذا الأعياء فوضعت رأسي على وسادتي لأنام نوما" عميقا".
فإذا بطارق يطرق بابي
ليقول لي : هل أنت أبتهاج الهجاجي
فقلت : نعم
فقال :أنت مطلوب وألحق بي
فقلت : سأرتدي ملابسي وأتبعك .
فقال لي : على عجل
فقلت : دقائق فقط
فلبست وتبعت الرجل وإذا بي أسلك طريقا" موعرا" كله أهازيج ومنافقين ومتملقين جمع كبير أراه من بعيد قد أحاط قصرا" فارها" لا يتخيله عقل فيه من الثراء والبذخ مالا يوصف هذا من الخارج فكيف من الداخل وإذا بي أقترب من هذا القصر وأفواج الناس تنزاح عن طريقي إلى أن أقتربت من بوابه هذا الصرح الشامخ وأنا بين ذهول وأستغراب وإذا بمنادي ينادي بإسمي ويقول للحراس افتحوا البوابه فله موعد مع طويل العمر حاكمنا فوضعت قدمي على أول الطريق النافذ للقصر وأنا في حيرة وتردد وخوف وقد عصفت بي أفكار سوداء تدعوا للهرب والأختباء بين هذه الجموع الكبيره ولكنني أقول لنفسي أني لست كذلك وأردد المقوله القائله: الرب واحد والعمر واحد
وأفضل الأمور مقارعه الخوف وبتره
وتارة أقول لنفسي مطمئنا" أياها لم أذنب ولم افعل أمرا" أخاف منه . فبت أمشي على مهل وأسمع صوت الرجل الذي نادى بإسمي يقول هيا أسرع فقد تأخرنا وأنا لم انطق بكلمة واحدة وبعد لحظات فتحت الأبواب لي وإذا برجل كهل بإنتظاري قد بان الترف والثراء على محياه .
فقلت له: أنت من أرسل بطلبي فقال: نعم. أجلس لكي أطرح عليك اسألتي
فقلت له: سأجلس ولكن أسالتك أنت من يعرف أجاباتها
أنا لست إلا سوى مظلوم وأنت ظالمي تدعي العدل وسياستك سياسه أجحاف وتجبر .
تذكر أن العمر فاني وأن السلطه اليوم لك وغدا" قد تكون عليك .
فقال : ومن أنت ؟
فقلت : أنا علمت وظلمت وأنت من أخرس كل الألسنه ليس عدلا" وأنما تجبرا" وأجحافا"
فقال : لا تنطق أبدا"
فوقفت مسرعا"
وقلت : لا يشرفني الكلام مع الشياطين الآن عرفت معنى قولهم طويل العمر الآن أيقنت بها وقد سايرني الشك قبل هذه اللحظه .
فهممت بالخروج وقد فوضت أمري لسلطان السلاطين الجبار المتكبر المهيمن الواحد الأحد الفرد الصمد .
فخرجت من القصر وإذا بكل الجموع قد أحاطت بي
يقولون لي :ماذا فعلت
فقلت لهم : بيت كان يحظرني لسمو الشعر وأميره بدر بن عبدالمحسن وهو :
السكوت أرحم ولا الشكوى لظالم
أشتكي له منه وأطلبه العداله

وإذا بالحراس قد لحقوا بي ليحضروني لذلك البأس الظالم عجوز الاجحاف والتجبر ولما دنى مني الحراس .
فإذا بي قد صحوت من نومي وقدتأخرت على مدرستي فقمت وأغتسلت وجمعت أقلام السبورة ودفتر تحضيري وهممت لمدرستي متاخرا" على طابور الصباح
وكلي أمل ورجاء وإيمان وتعقل وأخلاص وعدل .

</b></i>