/
صباحكم ، مساؤكم جنة
لابُد للأجساد أن تعود للمرفئ الذي احتواها وَ ها أنا أعود لكم بعد طولِ غيابْ .
عُد ، وَ لك عهدٌ مني أن أكون كما تُريد ، أُداعب الليل بمُقلتي وَ أتأمل النور المُنبعِث
من كبدِ السماءْ أنتظِر قدومك أو أعيّد أساليب طفولتي وَ أُمارِس العد بطرقٍ مُختلفة
تُحيي إنتِظارك ك عد النجوم مثلاً لحين عودتك !!
يا أنت ، ملامِحُ الغُربةِ وَ الحُزن بدأت تتعمق فيّ منذُ أن رحلت ، عُد وَ أملأ تفاصيّلي رقصٌ
على اوتارِ الفرح لأن الألم استعمر فؤادي وَ لا سبيّل لسقوطه سِوى عودتك .
اتدري يا عزيزي عندما رحلت ما خلفت ؟
أنثى موجوعة لا قوت امان تشعرُ به
لا إبتسامة فرحٍ تستلذ بها
ولا نومٍ هانئ يخلو من كوابيسٍ مُفزعه !
أتذكرُ جيداً أيامي معك وَ أندبُ حظي التعيّس الذي أخرج روحي من جسدك ،
و أتذكر جيداً وعودك الكاذبة التي عاهدتني بمكوثك قُربي ما حُييت .
لكن .. مايُفيدني كُل ذلك ؟ غير الغرق أكثر وَ أكثر في حميّمِ التيه وَ الضياع !
لو أن الله يهديني نعمة نسيان تجعلُني أنسى ملامِح وجهك الأسمر .
لو أن الله يهديني نعمة نسيان لأنسى عيناك السوداوتان .
لو أن الله يهديني نعمة نسيان وَ أنسى كُل شيءٍ يخصُك .
لتخلصتُ من وحلِ هذا التعبْ الغزير !
إممم ، ماذا ايضاً ؟!
ها أنت ترى موتي وَ إحتراقي وَ غربتي وَ ذبول ملامحي و أنا أُحاول بشتى الطُرق
أن أُنهي فاجعة غيابك ببداية أُخرى تتلحف ببهجةِ قدومك
وَ لكن متى ؟ لا أعلم !
مَـشاهِـد إبراهيّـم