منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - آخر فرصة
الموضوع: آخر فرصة
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-30-2010, 04:58 PM   #1
د. طاهر عبد المجيد
( شاعر )

الصورة الرمزية د. طاهر عبد المجيد

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

د. طاهر عبد المجيد غير متواجد حاليا

افتراضي آخر فرصة


آخر فرصة
د. طاهر عبد المجيد


ما للحــــياةِ أريدهـــــا فتقــــولُ بالشفتيـــنِ كــــــلاَّ

فإذا انصـــــرفتُ تشدنـــي بعيونهــا وتقــولُ مهـلا

أَتُحبنــــــي؟ أم أنهـــــا بعـواطفـــــــي تتسلَّـــــــى؟

أم أنــــهُ طبـــــعُ الحســـــان إذا أُردْنَ ازددنَ دَلاَّ؟

حتــى إذا انصــرف المحبُ تبعْنَــهُ يطلبْنَ وصـلا؟

ولحســـنِ حظـــــي أننـــي أحببتها إذ كنتُ طفـــلا

والماءُ في بحـرِ الهـوى مازال رغـم المدِّ ضحلا

إنـــي لأعشـقُ فــي الحياةِ غموضـها فعلاً وقولا

وأخـــافُ منـــهُ إذا تمادى كالطلاســمِ أو تجلَّــى

لولاه ما كنا لنسقطَ فـي هـــوى الأشياء أصـــلا

تُبدي مــن الأســرارِ ما لا ينتهـــي وتظلُّ حُبْلـى

وتثيرُ فينا دهشـــةً تُلقــي إلــى المجهـول حبْلا

وبقــدرِ مـا نزدادُ معرفـــةً بهـــا نزدادُ جهــــلا

تُعطـــى الحــياةُ لنا كآخـرِ فرصــةٍ كي تُستغـلاَّ

إن لــم نعشْها مثلما نهــوى فإنَّ الموتَ أولى

فإذا صنعناها ستُصبحُ في حساب الموتِ أغلى

وسنطمئنُّ بأنَّ ما سيجـيءُ سوف يكونُ أحلى

وإذا الحيـاة تشابهت صفحاتها فصلاً ففصــلا

لم يبقَ فيها صفحة أخرى سوى الأولى لِتُتلى

* * *
كـم فرصةٍ ضاعت وصارت ذكرياتٍ ليس إلاَّ

ما بيـــن أمسٍ لا نريـدُ رحيلــــه وغـــدٍ تولَّى

والحاضرُ المنسيُّ بينهما يراوحُ خلف «لولا»

«لولا» التي ما أنجبت شيئاً وإن عاشت كثكلى

تُعطي لنا يدها لنُخْرجَ مـن جيوبِ الأمسِ حـلاَّ

أو وصفـــةً سحريـــةً نُحيي بها مـن مات قتلا

كـي لا نُطالـبُ بالقصاصِ ولا نقيمُ الحدَّ عـــدلا

عشنا علـى الماضـي قروناً نحتسي ذكراهُ ذلاَّ

ونعيشُ ما سيكـونُ أحلاماً كما لو كـان فعــلا

فمتـــى نعيشُ كمــا نريـدُ زماننا جسداً وعقلا

ونعيدُ شمساً تشتهـي لـــو تستطيعُ النوم ليلا

من بعدِ ليلٍ طالَ حتـــى صـــار للعينيـن كُحـلا

فنرى ملامحنا التي قـد أوشكـت أن تضمحلاَّ

ووجـوه من حملوا لنا في زرقةِ العينين غِلاَّ

ومضوا وقد ركبـوا الحديد إلى الغدِ المنشودِ خيلا

ومتى سنجني الشوك مـن أحزاننا ورداً وفُلاَّ

ونقيــــم صرحــــاً نستطيعُ بظلـــهِ أن نستظـلاَّ

لا وقت للتفكيــــرِ فيمـــا يجعـــلُ التغيير سهلا

أو مـا إذا كنَّا كمـــا كنَّا لهــــذا الحُلْـــــم أهـلا

كـل المهم الآن بَدْءُ الخطوة الأولى فهلاَّ...؟

سرنا علـى كـل الدروبِ وما خشينا أن نَضِّلا

حتى تركنا ذات يوم فـوق قرص الشمس ظلاَّ

فلم السؤال إذن أيمكننا الوصول إليـه أم لا؟!


د. طاهر عبد المجيد

 

د. طاهر عبد المجيد غير متصل   رد مع اقتباس