تلملم خصلة من شعرها التي تعبث بها رياح العزيمة والإصرار والتفاني في العمل
ترمي كل أشياء الدنيا وراء ظهرها تقدم عصارة جهدها وثمرة اجتهادها لطالباتها
هكذا هي هند التي أراقب بإعجاب كبير نشاطها وحيويتها
بالأمس رأيتها لأول مرة تبكي
شعرت بخوف كبير ظننت للوهلة الأولى
أن خبرا عن والدنا المسافر قد جاء إليها اقتربت من باب غرفتها دخلت
بصوت منخفض
قلت : هند ما الخبر؟
لم تكن تسمعني
كانت تتعذب بشده صرخت بصوت عالي
هند : ماالخبر؟
قالت لي روان رسبت في الاختبار
قلت : من روان ياهند ؟
قالت : تلميذتي في الصف الخامس
ارتفع صوتي أكثر ورميت عليها من الكلام الكثير ثم غادرت غرفتها
خرجت إلى شارع حينا كانت الساعة تشير إلى العاشرة مساء
كان يعج بحركة الشباب
الغير مسؤوله حركه بلا هدف ولا وجهه تماما مثل سيل هادر لايعترف بأنظمة ولا طريق
ولا ممتلكات شخصية
عاد إلي مشهد هند وبكاءها على تلميذتها
ومعها عاد حال صاحبي
علي
المدرس في ثانوية البدر وكيف كان يحثنا على السفر في أيام العمل
وكم مره خصم علي من مرتبي بسبب غيابي عن عملي
وكم إنذار وجه له حتى أصبح فصله من عمله وشيك
عادت بي الذاكرة على مواقف صديقات هند معها اثناء تخرجها من الكلية وفي اثناء
خطبتها وكيف كان التكافل ينبي عن اشياء تحدث هذا العصر عن رجاله
لكن
بشكل لايفهمه سوى من تلظى قلبه بخذلان الرجال
كنت اراقب
من بعيد جمعيات مادية يعملها الكثير من الرجال والنساء في مجتمعنا
لم اتذكر ابدا ان شاركت مع هند وصديقاتها وتاخرن يوما عن الدفع
بينما كلما شاركت في جمعية للرجال
خسرت اربعه منهم على الأقل بدواعي عدم الالتزام
هنا اِخضّر عشب الحزن
وكبر الغضب المر
أكثر
لم تكن صدفه ابدا أن نصل إلى ماوصلنا إليه نحن المعلقون بوهم الرجولة
في مجتمع حتى وان بدأ للوهلة الأولى انه ذكوري