حيناً يسابقني الفجر ويخلع عن كاهلي عباءة الليل, وحيناً ترتفع الشمس قيد رمحين في قلبي, ولازلت متمسكاً بتلابيب ليلٍ مضى. سآلت نفسي لمَ ؟ هل في الأمس جمالٌ ونقاءٌ لن يعود ؟ أم هل في اليوم كدرٌ وتعثرٌ ؟ ويأتي قادح الزندِ من الفكر, وحيُّ الضمير في الصدر, ويقول أتفرحُ بالحياة وتخشى يومَك, فقلتُ عجبي من العجب, حين قال العقلُ قولَه وأفصح, وكان صوتُه يعبر من بوابة القلب, فأخفى من الحقِ ماحارب الرغبة . في تقلب الأحوال لابقاء للمحال, وأهل المستحيل كسايسي الخيل لهم في تضميره وكرّه ألف معنى.اليوم أتيت على سديم التفكر والتدبر, فكان عناقي مع لواقح القلب, وأمطرت بعض المعاني في ثنايا ابتسامتي بأنّي أصبحت آمنا في سربي معافاً في بدني عندي قوت يومي .