ليس هناك حصار أقوى من الحصار الذي يفرضه الظالم على نفسه, فضميره يحاصره, والعالم يحاصره, وهروبه من واقعه يحاصره, والتكبر والتعنت يحاصره, وكلما أوغل في الأيام زاد اختناقه, واضطرابه, ومايتوقعه من انتكاس وضعف وخسارة يحاصره, ولن يفك الحصار عن رقبته إلا حين يعيد المظالم إلى أهلها؛ ولم يطغى الظالم بقوته بقدر مايقابله في من ضعف وخور في النفوس الجزعة المداهنة, وعدم ثقته في أن الظلم ساعة ولو كبرت انفتاشته, والحق لقيام الساعة ولو ضعفت قوته, إن الحق يحتاج للصابرين أكثر مما يحتاج للسلاح, ويحتاج للعاملين الصامتين أكثر من المتحدثين القاعدين ....