
(إنها أيام حصاد أجني فيها من حقول الحياة سنابل حزن أطعم قلبي من قمحها ما أتجلد به على مرائرها)
تضمد جراحك من عرق التعب وتنبش بحثا عن لحظة مسروقة من زمنك الراحل,,وتدرك
منذ انبلاج الذكرى وانفلاش الأصوات والضحكات صمتًا متوحشًا..وإن المعالم الغضة باتت منزوية
في عين الشمس وظلام الليل...اذرفْ دمعك وارتحل مع المسافات في محطة سفر حيث تدرك أن
المكان والزمان يرفان بوجع الدمع وأن لا مكان للحنين في دمها... ابكِ وفجر عنفوان الصمت
المشروخ بوقع الألم والوجع ولملم بقايا رعشة تنسج منها نبض قصيد,,,نستقي منها رحيق الدهشة
لإعادة صياغة الأشياء من جديد ويبقى الحلم ينداح في الروح وعبر دوائر لا تعيها أصوات حزينة
تحمل في عروقها أحزانًا مكبوتة...ووترًا يحن لقصائد عطشى على شفاه دمعك...انفض ذاك الحنين
الذي يلهو بجرحك بكمشة ملح ودقّ الأرض في رقصة البجع المحموم لتفجر صرخة أو دمعة تغدق
فيها لون الحياة على رمل موال يتسلل عبر جدران يختصر الألوان وحكايا المرايا المخدوشة بوقع
خطاك تخلع فيها شهوة الإبحار في عوالم القهر وحرقة خيمة حزنك...أيها الجرح خذ مداك لتتمادى في
الصهيل وارحل مع شدو العنادل لتنسج بكل غصن مواسم حزن يأبى الخضوع لهذا التعب المشغول من
أهداب الأحلام المسروقة,, فما زال وجعك أكبر من رحيق ألوان الطيف الذي صنعت منه بلسما لجراح
معتقة في صرخة تؤرق نزف شقائق النعمان.