كثرت الأحزاب والجماعات والتيارات في بلدي السعودية, وتعددت مسمياتها وتوجهاتها, وبات التصنيف والتصفية بينها سائداً وواضحاً, ولعل السبب في ذلك يعود لكونها تصب فقط في دائرة الجدل دون العمل, فنظام الحكم لايسمح بقيام هذه الأجزاب, ولايتيح لها فرص عمل لتقوم بها, سواء في الجوانب السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية, ومايكون من بعضها فهو اجتهادات شخصية وتطوعية في جوانب يسيرة من العمل الخيري والدعوي, وأما الغالب فهي ظاهرة صوتية قامت على مبدأ الشللية والإستئناس, وتبادل المنافع والمصالح, فماكان منهم إلا معارك كلامية في قولٍ صدر من هنا أو هناك, يتناهلون عليه كالزنابير لسعاً . أتمنى أن توجد هذه التيارات على أساس عملي وتنموي, ويفسح لها المجال في المساهمة في بناء الوطن, وسينشغل كل حزب بمالديه, وينشأ بينهم مبدأ التعاون والتكامل, واحترام الرأي الآخر وتقدير جهده والاستفادة منه, فما يدور الآن هو قيل وقال, وهرج ومرج, يكرس العداء والبغضاء, ويمزق الصف, ويزيد في التحريش بينهم, فلايعلمون لماذا يختصمون, ولا إلى أي غاية يسيرون .