إنه زمن الحرب والحب, فهناك عابثة لم تصل لمرادها حتى طعنت مائة قلب, وهناك عابث لم يصل لمراده حتى حطم مائة قارورة, هكذا عصر التجارب شمل حتى الأرواح, فدمر حياة إناسٍ أبرياء, دُخل عليهم من باب ضحكة عابرة, أو حاجة ملحة, أو رغبة غلبت عقلاً, أحسنوا الظن في الشياطين, وأساؤا الظن في الملائكة. يقتلون الإنسان لعيش الحيوان, ويستعبد الإنسان من أجل إطلاق الحيوان, هم بلاشك أضل من الأنعام بدركات؛ سيضحكون قليلاً ويبكون كثيراً, فهناك أيدٍ مظلومة تضرعت للقوي العزيز أن ينتقم لها, ويبدد فرح الظالمين, ويجعل السهر نديم أجفانهم, والهم خدين قلوبهم, والفقر أساس حياتهم, والفرقة منتهاهم, والفشل مصيرهم, وكل ماتم لهم أمرٌ أتاه قاصم من يد حاصدة عادلة, ومن جمعتهم الدنيا تفرقهم الدنيا, ومن جمعتهم السياسة تفرقهم السياسة, ومن جمعهم المال يفرقهم المال, ومن جمعتهم الخيانة فرقتهم يد الشيطان .