،
،
،
إن كلَّ الحقائق في هذا الكون نسبية ، وبالتالي ، يصبح العقل هو المقدم على الإيمان والمسلّمات المتوارثة بطبيعة الحال ، ولذا يتوجب علينا نبذ ثقافة اليقين المطلق بثقافة الشك الداعية إلى البحث والتقصي والتفكير الفلسفي المتسائل والناقد والنافي للرضى التامّ بكلّ ما هو موجود ، فالشكّ يرغم العقل للدخول في حركةٍ دائمة تبحث عمّا هو مقنع ، وغير مكتفٍ به أيضاً ، ليبحث عمّا هو أكثر أقناعاً وهكذا ، إن هذا الشكّ يعتبر استزادةً في الإيمان وتجديداً له ، ولولاه لما وُجد الأنبياء الشاكّين بالثقافة السائدة من حولهم ، ولعبدوا الأصنام والأوثان واكتفوا بذلك ، ولذا نجد النبيّ إبراهيم يتسائل شاكاًّ وغير مقتنع بحقيقة الربوبية وهو يقول : " أرني كيف تحيي الموتى " فقال الله : " أولم تؤمن ؟ " فقال إبراهيم : " بلى ولكن ليطمئن قلبي " أي أنَّ الشك لا يزال في قلبه حتى رأى إعادة الخلق أمام ناظريه ؛ ويقول النبي محمد حول هذا أيضاً : " نحن أولى بالشك من إبراهيم " ، إذن لا بد أنَّ نقدم الشكَّ على اليقين لكي نتبيّن اليقين الذي يكون نسبياً ما بعد الشكّ ، لأنه لو كان مطلقاً - اليقين - لاستحال بنا إلى حالةٍ من الخمول والركود والاغتباط والتعالي به على الآخرين . فهنالك حديثٌ يقال أيضاً : إنه عندما سُئل النبي محمد عن الشك قال : " هو صريح الإيمان ، ومحض الإيمان " لأنه يجعلنا دائمي البحث والتفكير والحراك الذهني ، إذن ، إنه لولا الشك لما أصبح اللاديني دينياً ، ولما أصبح الديني لادينياً أو دينياً بشكلٍ آخر ، ولما وجد الفلاسفة والمفكرون .. وهل يمكننا اتخاذ الديكارتية نموذجاً ؟! <<<< بدا يشك 
شاميرام
عذراً على الإطالة 
،
،
،