منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الذين يتحدثون كثيراً هم الذين يعملون قليلاً
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2007, 05:34 PM   #1
عقاب الدوسي
( كاتب عضو النادي الأدبي بالرياض )

افتراضي الذين يتحدثون كثيراً هم الذين يعملون قليلاً


" الذين يتحدثون كثيراً هم الذين يعملون قليلاً " قد يكون هذا القول صائباَ فيما لو قارناه بالوضع العربي والخليجي خصوصاً .
نحن لدينا درجة من الأنا الكبرى الطاغية بأننا الأشجع والأعلم والأكثر تديناً من غيرنا , ولدينا النزع في احتقار انجازات غيرنا من مبدأ أنها ليست انجازاتنا , بينما لو أعدنا تصنيف أنفسنا بواقعية الحاضر لوجدنا أنفسنا في ذيل الحضارة الإنسانية بمجرد أن نتخلى عن عباءة تاريخنا القديم .
نحن في قاع الحضارات الآن شئنا أم أبينا وما نتلبسه من دين ليس ديناً لو وضعناه في ميزان الدين الحقيقي الصالح لكل زمان وكل مكان والدافع الأساسي لرقي الأمة وتقدمها .
بالحق نحن نعيش الآن حالة تدين لا دين , وحالة عروبة لا عروبة وحالة تحظر لا حظاره ,ولا ادري كيف استطعنا إقناع أنفسنا بأن لنا قيمة مميزة وحضارة خاصة رائده بين الحضارات, ولا ادري أيضا كيف وجدنا الي ذلك سبيلاً لنبقى في دائرة ما كان دون الوصول إلي ما يجب أن نكون عليه .
قد يتحمل جزء من هذا الفكر المغلوط نفرٌ من الدعاة والكتاب والشعراء بنوعيهما الفصيح والنطيح ., فنكبة طالبان
في أفغانستان تعطي مثالاً واضحاً للفكر الديني الراكد والمرتكز على المفهوم الهش للموروث الإسلامي لا أكثر , فالمنحى الروحي قد يكون معززاً للقوه العسكرية والعلمية وكفة ترجح المسلمين خصوصا أو تعدل الكفة مع أعدائهم في حال كان هناك قصور لا تخلف, و ما نجاحات طالبان في حرب لتحرر الأولى إلا بسبب التحالف الإسلامي الأمريكي الكامن في الدعم العسكري مع الروحية الاسلاميه العالية , ولو اختل جزء من هذا لبقية أفغانستان جزء من بقايا الشيوعية السالفة , وهذا ما نراه في واقع الحال بأن أصبحت أفغانستان لقمة سائغة
لتحالف الأطلسي فالإيمان وحده لا يصنع النصر بل ينحرف الإيمان ليغدوا تواكلاً لا توكلاً , فلكل نصر أسبابه
ومقوماته رغما عن محاولة جيل الصحوة السابق ودعاته من تسويقه للعامة بان المجاهد الأعزل قادر على كل شئ لُنوجد في أذهان الناس رامبــو بماركة مسلمه .
هذا التجييش الديني بداعي أو بدون داعي مخدوم بالتوجه السياسي لدول المنطقة تلك الفترة جعل من المثقف او المفكر المتزن لقمه سائغة لزبانية هذا التوجه فشهروا به على رؤؤس الأشهاد ونعته بأفظع الصفات , فتوارى عن الانظارمفرغاً الساحة لأنصاف المثقفين والذين اتجهوا لنقد الجوانب الرياضية والظواهر الفنية الساقطة مداره لفشلهم الثقافي والمعرفي , لتغدوا الساحة الثقافية والصحفية مكاناً لتراشق والحروب بين اتصاف المثقفين وأنصاف الدعاة .
يوازيه في هذا الجانب فشل الكثير من أبناء القرى والبادية في دخول المدنية ليكونوا مواطنين في دوله إلي أفراد من قبيلة, يتمرسون خلف النعرة القبيلة أما بسبب الفراغ الوطني باعتبار الدولة فتره وقتيه يمكن الاستفادة مما توفره من أموال دون المساعدة في تبني فكرة الدولة المدنية ألحديثه بسبب فقر الوعي لدى هذه الطوائف القبلية أوبإبعادها من قبل الدولة ذاتها عن المشاركة في صنع القرار , وتبني فكرة الولاء بدلاً من فكرة الكفائه , وحين لا يجد احد في حاضره ما يفعله يتبنى ماضيه بإصرار عجيب وتضخيم مضحك لبطولات إن كانت حقيقية لم تبنى إلا على قتل الأخ أخيه والجار جاره .
إن الحضارة لا تبنى بالأقوال فقط ولا بتضخيم موروثنا الديني والتاريخي ليصبح مسكن وهمي لنا سرعان ما نكتشف انه لا يغني من الحق شيئا . بل بتبني فكرة الأسلام كدين يدعوا الي القوه الدين الداعم للمدنيه لا الفوضى . الدين الداعي لسعي وراء مسببات النصر والتقدم لا الداعي الي انتظارها حتى تأتي .وقل اعملوا فسير الله عملكم ورسوله والمؤمنون .

 

عقاب الدوسي غير متصل   رد مع اقتباس