ليتني .. وليلة استعصت على النقاء .
رحيلك بانسياب على ناصية مغرقة بالصمت .. دون أن تُخلَف ندبة , ليس سوى قبضة تتكور في هاجسي ..
تلصصتُ إلى الطريق وأنت تجر ظلك على الرصيف الأخرس ..
كانت الرياحين تنكس عطورها .. وينكسر رحيقها وهي تواري صوت المساء الحزين في شحوبها ..
كان الزمن يتسمر محلقآ ذاهلا .. ثم يلتفتُ إلى مؤنبآ ..
وحفنة دقائق في جعبته كأنها قذفت خارج دائرة الكون.. لم تستمر , وإنما باتت تسير إلى الوراء..
ليته كان حُلما .. أصحو منه على وجهك الباسم ..
ليتك .. لم تخط تلك الكلمات .." أميرتي" .. " ملهمتي" يا فارس الظلام ..
وليتني أخبرتك قبل أن تدس بقامتك في الغياب بلا عودة : كم أكره الرحيل ..
وأمقت قائمة تترصع بأرقام تتخايل حسنا ..
أجل .. رقمي كان في أعلاها ومزركش بخطوط حمراء ..
وها أنا أمزق ورقتك .. فامضِ راشدا ..