صديقي الجميل عبدالله العتيق
الحال من بعضه والله , ففي أي دولة عربية تجد أن المستشفيات الحكومية أبعد ما تكون عن الإنسانية , بالرغم أنها يجب أن تكون واجهة مُشرفة لمستشفيات الوطن , ولكن إن رجعت للأسباب يا عبدالله تجد أن اللوم لا يقع على العاملين والأطباء وحدهم , فإنك إن ذهبت إلى مستشفى حكومي ترى مدى الضغط الذي يواجهونه ُ في التعامل مع المراجعين لكثرتهم وقلة الموارد والأيدي العاملة من أطباء وممرضين وأسرة وكل شيء , ثم من سوء التنظيم وقلة الوعي , وتجد للأسف أن أغلب الأطباء الذي يعملون في مستشفيات حكومية لهم عيادات خاصة أيضا ً وتجد مدى الفرق في التعامل لو ذهبت إلى عيادة أحدهم الخاصة , المشكلة دائما ً من أعلى يا عبدالله فحين تكون زيارة الوزير والمسؤولين لأحد المستشفيات مُعلنه قبل شهر من تاريخها فهذا كفيل بجعل الفساد مُستشري دون خوف من رقابة أو محاسبة , في ذات مرّة وفي أحد مستشفيات الأردن الحكومية بعد تولي الملك عبدالله بن الحسين الحكم قام جلالته بزيارة لم تكن مفاجئة فحسب , بل كانت تنكرية إذ زار المستشفى متنكرا ً بهيئة مواطن كبير في السن وبعد انتظار طويل أعيى جلالته ُ وهو لم يكن به ِ إعياء ٌ حين وصل , دخل على الدكتور ليشتكي له ُ من طول انتظاره فكان رده ُ له ُ أشبه بالطرد وبفوقية غريبة قبل أن يُعرف الملك بنفسه , طبعا ً إنقلب حال المستشفيات حينها رأسا ً على عقب وتحسنت كثيرا ً قبل أن تعود لسابق عهدها مؤخرا ً إذ أن زيارة جلالته كانت الأخيرة من هذا النوع .
مساءك ورد يا صديقي وطهور إن شاء الله ما تشوف شر