منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - الهلال الأحمر .. إسعاف أم اعتساف
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-28-2010, 04:01 PM   #1
عبد الله العُتَيِّق
( كاتب )

الصورة الرمزية عبد الله العُتَيِّق

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 17

عبد الله العُتَيِّق غير متواجد حاليا

افتراضي الهلال الأحمر .. إسعاف أم اعتساف؟!



ليلة الاثنين 26/4/2010 حدث ما لم يكن مُحتَسبا، وربما أحتسبتُ وقوعه، حيث دخلت في شبه إغماءة أُدرك ما يدور حولي ولكنني لا أستطيع تواصلا، كان ذلك في حدود الساعة 11،30 ليلا. بعدها كان استدعاء إخوتي للهلال الأحمر السعودي فرع حي بدر في الرياض، و الذين جاءوا أسرع من البرق، وما كل برقٍ بشير خير. أخذوا ما يلزم من قياس السكر و الضغط، كان السكر قد وصل إلى 350. وطبيعي !!!. لا أستطيع أن أتكلم و بالكاد أفتح عيني ثم أغمضهما في شبه نومة. كان المسعفون ( المتعسفون ) أربعة سعوديون وخامسهم من دولة عربية، و كل المحاولات من أجل أن أتكلم، فبذلوا كل الوسائل، من ضرب على الظهر و الأكتاف والعنق، فيها شيء من الشدة و التتابع، وشيءٍ يسير من تلك الضربات على الوجه، إلى استعمال المسحة الطبية ووضعها في الأنف لأفيق، لكنها تطورت إلى عصرها في الأنف ليتسرب سائلها إلى الحلق، وهي ذات طعم شَهدي. محاولات عنجهية حمقاء جدا في ملاحظة شخص كهذه الحالة، كان الأجدر و هو الأليق أن يكون التعامل رفيقاً، فإن لم يقدروا فلا أقل من أن يُذهب بي إلى المستشفى، لعل طبيباً رحيما هناك، و لا رحيم في طب اليوم. وضعوا محلولا في عضدي الأيسر، ولما خرجوا رجع أحدهم لينزع المحلول وليته لم ينزعه، سحبه بقوة حتى تطاير الدم متراشقا على ملابسي و على الأرض، بأسلوب عنفي لم ترَ عيني مثله أبدا، و ليست هذه أول مرة تحدث لي مثل هذه، بل هي مكررة النسخ، فقد اعتدتها، بسبب إرهاقات كثيرة. قال أحدهم: كل هذه المكتبة لك؟. من عذرك تطيح. أكيد المعلومات كثرت براسك وما تحملها. [ ؟!؟!؟!]. هنا لم أعرف من هذا الذي يتكلم، فقط أسمع الصوت، هل هذا أسلوب كلام لرجل يُسعف؟!. أهكذا يُعلَّم المسعفون التعاملَ مع المرضى؟!
لم أستغرب هذا الشيء من المنضمين لقطاع الإسعاف، فقبل أشهر انكسرت يد ابن أختي وذهبت به ليلة الخميس الساعة 12.00 ليلا إلى مستشفى الرياض المركزي، الشميسي شهرة، دخلت به قسم الإسعاف و الطوارئ ورفضوا استقبال الحالة، يده اليسرى تتدلى كقطعة قماش في مهب ريح. قال لي الموظف: لا بُد من كرت العائلة. تعجبت من كلامه، أفي هذه الحالات كرت العائلة؟. قلت له بأنه كان في زيارة و يقينا لا يؤخذ كرت العائلة، إلا عند محتاط من حماقة فاهم خطأ للنظام. فأصر على أن هذا هو النظام. طلبت مخاطبة المدير المناوب، فإذا به في جوِّ جميل من اتصال لا يمت بصورة طريقته في الحديث أنه اتصال عمل. فأشار إليَّ المدير بطرف أصبعه السبابة : أن. انتظر. ثم أكد ما أراده الموظف لابُد من كرت العائلة. الطفل يبكي و يصرخ، و المدير الوسيم عاد إلى اتصاله بضمير مليء بوحشية لا تليق ببشر.
من هاتين الحالتين، وهما بلا شك عندي أنهما من ضمن مئات الحالات، لا بُد من مراعاة الاستياء من التصرفات اللا معقولة في القطاع الصحي، كثيرون لا يجدون أمانا في الصحة المنتمية إلى الوزارة، ولأن أدفع مالا إلى مستوصف أحب إليَّ من علاج بالمجان في مركز أو مستشفى تابع لوزارة الصحة. لا زال أثر سحب آلة المحلول في يدي، و التي أصبحت زرقاء، كأنها ختم انتماء لنادي الهلال الأزرق. من الهلال الأحمر. شكرا أيها الهلال الأحمر، فالمرضى في غنى عن إسعافات متعسفي فرع حي بدر. و أتمنى لهم توفيقا في قطاع غير متعلق بالإنسان.
28/4/2010

 

التوقيع

twitter: ALOTAIG


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله العُتَيِّق ; 04-28-2010 الساعة 04:08 PM.

عبد الله العُتَيِّق غير متصل   رد مع اقتباس