ثقافة الغثاء : حين ترى اهتمام أطياف المجتمع وطبقاته التي تحترم كل شيء إلا العقل, وترى تضحياتها بأوقاتها وأموالها في تفاهات وتسطيح, وترى خصومتها في تتبع العثرات والبحث عن المثالب, وترى في إيديهم معاول هدم المجتمع, وتفيض قلوبها حقداً على بعضها, يبحثون عن أي سبب يوقد نار النزاع, ويتعصبون ظلماً وعدواناً لغايات أنفسهم ورغباتها ومصالحها, يبررون مصائبهم بأي مبرر, ويحملون غيرهم نكبات الأمة منذ قرون, علية القوم للترف والبذخ والاختلاس والرياضة يبذلون الملايين, ورعاع الناس على نهجهم وطريقتهم يسيرون, قوم يقتلون ويغنون, ويشردون ويضطهدون ويلعبون ويرقصون. كنوز الأرض تحت أيديهم, والغرب ينهبها ويأكلها بكل طريقة, العالم يقسمهم وهم ينظرون, ويدوسونهم ولهم يشكرون, يستأسدون بهم على بعضهم, يقيمون الحد على الضعيف حين يسرق ريالاً, ويبررون للكبير سرقة شعباً, لايخافهم عدو, ولايرجو منهم ضعيف نصراً, يقدسون الحكام والعلماء وكأنهم لايخطئون, ويمدحون الزعيم والطاغية وهم يعلمون أنهم يكذبون, ويعلم الطاغية أنهم متزلفون .
إنه الغثاء كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (ولكنكم غثاء كغثاء السيل) وكل شيء يكون منهم فهو في حكم الغثاء .