الموهبة كشجر الأرض وليست كزهور الحديقة, لن تبدع وتتميز وتتمحص حتى تمر عليها فصول العام, وتنالها هوام الأرض وتأخذ منها, وتطالها فاس الحطاب, ومع كل هذا الحيف والقهر, تتجذر في الأرض عمقاً وتبحث عن غائر الماء وتروي سيقانها, وينضد طلعها؛ أما زهور الحدائق فهي زينة ورائحة عطرة لوقت قصير, لاتعيش إلا برعاية بستاني يحميها ويرويها, وحين يتأخر بذلك ساعات يبين عليها الضمور وربما تموت, فهي لم تكن بذاتها قوية حتى تصمد على عنة الحياة .