كان حلق اللحية وتربية الشنب وتطويله وفتله من فتل العضلات وسمات الرجولة, ومنذ فترة بدأت الأمواس تعم على اللحية والشنب, حتى أصبحت ترى خواجات بغترٍ وعقل, وهذا أمر ليس بمستغرب في عالم تتسارع فيه وتيرة التواصل, وتستعر حمى التقليد والتغيير, وركوب موجة الموضة بشتى صورها, دون النظر لخصوصية الحكم الشرعي والحكم العرفي .
تبقى هذه الظاهرة في حكم العرض وليس المرض, فالأعراض كثيرة لايمكن حصرها, ولن نجد من الأيادي والعيون مايحيط بها خبراً, بل سنجد عيناً واحدة ويداً واحدة, تستطيع أن ترى المرض وتضع اليد عليه وتداويه: وهو ثقة الإنسان بنفسه, وتزينه وفق ماورد في الشرع المطهر, ومايناسب عاداته وتقاليده التي أقرتها الشرعية وراعتها, وهنا سينضبط سلوك الفرد والجماعة وتستقر أحوالهم, ويسلمون من طرد السَّراب, الذي يزيدهم مع الأيام بعداً في الضلالة, وفقراً من مال الإيمان والثبات, فتدمى أقدامهم وقلوبهم من أشواك الوهم وأحجار الضلالة .