(الخنثى المشكل) وهو المختلط في خلقته بين الذكر الأنثى, وهذا أمر مقدر على صاحبه من الله تعالى, وقد بين الشرع كيف يكتشف حاله ويقرر أهو ذكر أم أنثى, ولله حكمة في ذلك . أما الخنثى المشكل في أخلاقه, فكيف يكون الحال معه وهو مانسميه في لهجتنا العامية (بالمنسوى) إن هذا (المنسوى) قد فاق النساء في القيل والقال, يصرف وجهه عن مصاحبة الرجال ومصافحتهم, ويطم بفمه عل أعقاب القواعد من النساء والكواعب الأتراب, لاقيمة لماء وجهه عنده, فكم من مرة خدش به حياء التراب ولم يبال, ومع الرجال يشمخ بأنفه حتى تتوهم أنه جبل أشمّ, ألا يوجد من يلف خرقة سوداء على وجهه, ويمتصع لسانه حتى تخرج بحنجرته, ويعلقها على أبواب المدينة؟. في المقابل أيضاً من حالات الخنثى الأخلاقية ( المسترجلة) التي لاتواطن بنات جنسها وتغار منهنّ وكانهنّ الموت, وأما عند الرجال فقد جمعتهم في حضيرة عقلها وقلبها, كما تجمع التيوس الكبيرة في السنَّ, التي لاتكف عن الثغاء ولا الغثاء, فتوقع بين كل إثنين من الرجال فتنة عمياء, وتقدح في أعراض النساء بكل زور وظلم, وتتأفف وتتورع من حديث عابر وجرحها في قلوب العفيفين والعفيفات غائر, ويحها لاحياء ولابهاء ولانقاء, أفاكة أثيمة رجيمة ملعونة, لعمري لوكانت من الحيوانات لأفسدت ما بين متآلفها, وألفت مابين متعاديها, الأفعى بجانبها بلسم شاف. ليت هناك من يقص جدائلها ويكبلها بها ويخرم لسانها ويعلق فيه قفلاً من أقفال أبواب الأسوار .
إن الله لعن مثل هؤلاء في كتابه الكريم ولم يقبل شهادتهم حتى يتوبوا .