أسلخ بردة الليل عن بدن السهر, وأستقبل الفجر بأذان يردد الصلاة خيرٌ من النَّوم, وأجيل نظري في بيوت القرية, أسائلها هل كل هؤلاء ناموا؟, أم أن هناك من نادمني السهر, وماخلت السهر إلا عنوان لكل ضجر, فهناك من نادمه لفقر, وهناك من نادمه لدين, وهناك ثكلى فقدت وليدها, وهناك شاب يبحث عن لقمة العيش ولم يجدها, وهنا ساهر يرقب مسافراً علّه يعود من سفره, وهناك مريض نادمه الألم, ما إن انتهيت من جولتي التي تقلها تساؤلاتي, حتى هدأت قليلاً, وعلمت أن لكل عين نائمة راحة, ولكل عين ساهرة علّة توقظها, فربطت على جاشي وماهزه من أنين بكاء, وقلت واصل السهر فهناك مثلك كل يشكو علته, أصبحنا وأصبح الملك لله .