أهلا بك أخي الغنيم و لأنك لم تجد أفضلية لأية نقطة قد تبني عليها الإنطباعات المثالية فهذا يعود للخلط بين المفاتيح الفلسفية في هذا السياق ..
تفضل هذه السيرة البسيطة عن بوازنكيت ...
شذرات ممكنة عن بوزانكيت ، في الحقيقة قليلة هي المصادر و الكتب التي تعطينا لمحات عنه //
* بوزانكيت فيسلوف مثالي يؤمن بأن كل الكون و القوى المحيطة تعود للعقلانية دون التجريبية الجيد هو أنَّ بوزانكيت لم يتأثر تأثيراً قوياً بنظرية باركلي اللامادية باعتبار اللامادية ركناً أساسياً يقوم عليه الاعتقاد المثالي بالثابت اللامادي . أي مُوجِد الوجود . لكن ليس لهذا السبب كان عدم تأثر بوزانكيت بباركلي جيداً . بل لأن باركلي نفسه قد تأثر بفلسفة ديكارت عن الوجود و قضيته الأساسية الأولى التي عبر عنها بأنا أفكر إذن أنا موجود . و هذا لا تدعمه الفلسفة المثالية التي تدعم الثابت و توهِن عملية التفكير و التحرك مع متغيرات الواقع المادي .
* قام بوزانكيت بترجمة كتاب هيجل " مدخل إلى فلسفة الفن الجميل " و لهذا انطبع في أذهان الفلاسفة و المفكرين بالمتأثر بهيجل أو المنطوِ تحت جناحه .
لكنه بعد كتابه " المنطق أو مورفولوجيا المعرفة " أثبتَ أنه هيولي مثالي كامل الاستقلالية .
* اتسم بوزانكيت بالموسوعية . جاء بعد عظماء الفلاسفة فدرَس مؤلفاتهم و استخرج ما تعارض بين بعضها البعض و حاول التقريب بينها ثم اتسم بالتعمق لأنه لم يكُن يبين أفكاره إلا بعد دراسة كل ما شابهها و تعارض معها من أفكار . كما كان ودوداً كثير العلاقات كما ذكر المؤلف الباحث في سيرته عكس باركلي الذي كان منغلقاً على نفسه و هي سمة كثيرون يعتقدون أن الحكمة و التربص الفلسفي لا يأتيان بالانخراط مع الناس بل بتأمل حركتهم عن بُعد كي لا تفسد الحركة عليهم صفاء صفة التأمل و تسقِط أهم شروطها : الهدوء و العزلة .
* يقول بوزانكيت :
" لقد أخبرني فيلسوف صديق ذات يوم بأنهُ لم يفهم تمام الفهم نظرياتي الاجتماعية و السياسية إلا حينما قام بزيارة منزلي القديم في مزرعة Norlhum Brain , و منزلي القديم في تلك المقاطعة كان مأوى لأسلافي و أجدادي , و كان يسوده تعاون في العمل و محبة في العلاقات و تعاطف متبادل . كما كان لا يُسمح فيه بظهور أية نزعات أنانية فردية تشذ عن الروح الجماعية و الكلية السائدة . و في مثل هذا البيت العائلي الكبير , كانت الرعاية و العناية تحوط الطفل الغرير , حتى إذا ما شب و أصبح كبيراً يافعاً اندمج في الإطار الكلي للعائلة . و مارسَ فيها دوراً متوافقاً و متناسقاً مع أدوار الآخرين . و هنا يتعلم الشاب اليافع فن الحياة مع الآخرين . و هنا يقرُّ بوزانكيت : بأن فن الحياة مع الآخرين هذا كان بمثابة اللبنة الأولى و نقطة البداية في نظريتي الاجتماعية و السياسية , كما كان له تأثيره الكبير على تفكيري في مجالات المنطق و الأخلاق و الجمال و الدين , كما يقرر من ناحية أخرى أنه يمكن استخلاص بعض المبادئ الأخرى من هذا النظام العائلي المترابط مثل ذوبان الإرادة الفردية في بوتقة الإرادة العامة , و مثل الحياة العضوية و الوظيفية المتكاملة , و مثل ذوبان التنافس في وحدةٍ أعلى "
شكراً لك