أهلاً بك أخي عبدالعزيز رشيد و يسرني حضورك .. عجبت من قولك بعدم تحديدي وجهة المقال مع أنه لا يحمل إلا فكرة واحدة وهي " المثالية " ، و الإستقراء لها لا يكون إلاَّ بهذه التوجهات فقط.
و طالما أشرت لاسبينوزا و فولتير و نيتشه و كانط و رؤاهم المختلفة عن وجوده الإله و إطلاقهم للإجتهادات العقلية في هذا الأمر ، فقد سبقهم بوزانكيت بأن نادى بأن الأمور الدينية لا تحتمل أية
مدركات عقلية بقدر ما تحتمل مدركات شعورية عندما قال :
" الدين أعلى من الفكر و من التعقل و من المنطق لأن مقره القلب و الوجدان "
تطرقت للفلاسفة و كيفية إيمانهم أوإ لحادهم بكينونة الرب و ماهيته ، بينما كانت إشارات المقال المحتوي للمثالية لا تنطوي إلا على تعظيم هذا الجانب مما جعله يناسب المتدينيين أكثر شيء ..
و وسط هذه الإختلافات و الإختزالات من قبل الفلاسفة فقد برعت المثالية بالحيادية وَ كنس التشجنات القومية الملتصقة بالتراكمات الفكرية ...
تلك المقدمة التي خرجت بها من كتاب " بوزانكيت قمة المثالية في إنجلترا " لم تكن سوى تعريف للفلسفة المثالية بغض العلم الذي يكفر بها لإيمانه بالقوى المادية مع العقلية و هذا ما تخالفه المثالية ،
. لستُ معجبةً بهذه النظرية حقيقة لأنها فلسفة المثالية هي فلسفة الثابت ، و هي فلسفة واقعية ليست وثيقة الصلة بالواقع ! فهناك من يرى أنَّ الواقعية هي الاعتقادات الثابتة , و بالطبع الثوابت هي إيمانياتٌ قوية .
كخالق الكون مثلاً , هنا نخلُص ليس إلى واقع صرف . بل إلى واقع غير مرئي , غير ملموس , غير " مادي " . و هذه هي فلسفة المثالية . أن تعترف بمحركات الكون اللا مادية لأنك ترى نتاجها " صورياً " و هذه تسميتي الخاصة لهذا النتاج ,
الذي هو الأخلاق مثلاً , القيَم التي تغنى بها شعراء المثالية . قيمة الإيمان , التفاؤل , الأمل , إبداع الكون . و من أولئك الشعراء كيتس و كوليردج و غيرهم لا تحضرني الاسماء كلها حقيقة
أنا ارى ردك عبارة عن تلخيص فكرة الإيمان بالماورائيات بصورة مختصرة جداً و على صعيد مختلف المدارس الفلسفية سواء النيتشية او السارتريه و الكانطية او الهيجلية إلا المثالية وحدها التي لم تتطرق لها مع العلم أنني ارغب مليّاً
في التباحث حولها وَ الإجابة على السؤال المطروح ..
هل تعتبر المثالية عيب أو تهمة ..؟
شكراً لك سيدي و مداخلتك ثرية