منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - تلويحة
الموضوع: تلويحة
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-25-2010, 04:05 AM   #38
ناديه المطيري
( غيمة الشعر )

الصورة الرمزية ناديه المطيري

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 19

ناديه المطيري غير متواجد حاليا

افتراضي


المقالة الخامسة ( عدد يوليو 2009)






نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


| ضوء |


أنا نبذةٌ مختصرةٌ في كُتبِ تاريخِ الحزْنِ
"ذاتٌ" مهشّمةٌ ,, أيْنما أُولّي "روحي" يُباغتني الخذلانُ
كثيراً ما أتساءلُ " مِنْ أيِّ طينٍ خُلقتْ؟ لأبدو طيبة هكذا كـ هيئةِ سذاجةٍ
أعلمُ أنّي أتوقُ للكمالِ وإِنْ لَمْ أُحْكم التشبث بهِ
برغمِ مايجرّهُ عليْ من اشتباكاتِ بينَ عاطفتي وعقلي
لا أعلمُ كيفَ أكونُ سعيدة وأنا أبْكي
وكأنّ البكاء قدرٌ يلتهمني كلّ ثانيةٍ
وأعلمُ أننّي حساسةٌ جداً حَدّ الألمِ المذابِ كشمعٍ
حينَ يتشكّلُ بينَ أصابعي كسدادةٍ أُحكمُ بها إغلاق أَحَدَ أُذُنَيّ
عَلَّ النشيجُ القادمِ مِنْ أعْماقي يَخفتُ
أوْ كـ ابتسامةٍ أُسَمِّرُها على وجهي
كيْ أُقنعَ الآخرينَ أنني " لامبالية"
وأنّ جراحهم لمْ تنفذ إلى عُمقِ شرياني
بينما أتمزّقُ من الداخلِ كـ ورقٍ بينَ يديْ كاتب مزاجي
لمْ تَرق لهُ حروفَه البِكْرِ
هلْ أخبرتكم أنّني متناقضة إلى حدٍ ما؟
وأنّ الأضدادُ تتأرجحُ بي ,, تُربكني ,, تُبعثرني
تعيدُ طِلاءَ دواخلي بالأسودِ حيناً
وبالأبيضِ أحياناً أُخرى
وإِنْ كُنتُ أختلسُ بعضاً منْ قوسِ قزحٍ
لأُلطّخ بهِ جُدرانَ الروحِ
كـ طفلةٍ لا تفقهُ ماهيّةَ الفنِّ التشكيلي
ولاتَعنيها سِوى بهجةِ الألوانِ
أعلمُ جيداً حدَّ اليقينِ أننّي صديقة مخلصة أكثر مما ينبغي
لأصدقاءٍ لمْ يَجيئوا بَعدْ
وقد كنتُ كذلك لمن لايستحق
يرتدونَ الأقنعةَ الموبوءةِ بالابتساماتِ الصّفراءِ
ومِنْ ثَمَّ يرحلون غير عابئين ببياضِ قلبٍ
أوشكتْ أنْ تُدنّسهُ خطاياهُم
وبجمالِ روحٍ كاد أنْ يلوّثُه قُبْحهم
أقْفوا راحلين دونَ أنْ يوصِدوا الأبوابَ خلفهم
لتنسل عصافيرُ الشتاءِ على شرفاتٍ دافئةٍ
وحدهُ الحزنُ رفيقي يتقاسمُ معي رغيفَ الألمِ
لاعتاده ُكـ أكسجينٍ يتداخلُ وكرياتِ دمي
أرْهقني بياضُ النوايا بي,,وسوادُها بهم
تعثّرتُ كثيراً,,وفي كلِّ مرةٍ أنظرُ حَولي
بحثاً عنْ كفٍّ لاتخشى الظلامَ ,, ولا أجد
لأظلَّ هكذا سجينة للعتمةِ
لمْ يرقْ لي الأمرَ بتاتاً
فـ دأبتُ على البحثِ عنْ عودِ ثقابٍ في جواريرِ الذاتِ
حتّى وجدته,,مُنزوياً ,,نصف مبلّل ,,يعرجُ قليلاً
كان بمثابةِ قنديلٌ أضاءَ عتمتي لاحقاً
لأتشكّلُ منْ جديدٍ من طينٍ لايُشْبِهُ مَنْ كُنْتَهُ يوماً
تبًّا للأكذوبةِ الكبرى المسماةِ "صداقة"
تباً للبكاءِ حينَ يفرُّ إلى حُضني فـ أركلهُ كـ حصاةٍ
تباً لكلِّ منْ تركَ ذِكرى مُؤلمةً في ألبومِ ذاكرتي
فـ " أنا " وُلدتُ من جديد..







 

ناديه المطيري غير متصل   رد مع اقتباس