منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - حي على الرثاء
الموضوع: حي على الرثاء
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2010, 04:15 PM   #8
بدور الشمراني
( كاتبة )

الصورة الرمزية بدور الشمراني

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 16

بدور الشمراني غير متواجد حاليا

افتراضي


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاميرام مشاهدة المشاركة


حي على الرثاء ، حي على الهجاء
حي على العزاء ، حي على إزعاج الموتى



كنت قدْ كلفّت ملائكة القلب أنْ تقبض روح صديقي حتى تلفظه فيافي القلب في مكان قصياً
غريب ٌ ذلك الموت يبدو مطمئناً / خاشعاً ! يشبه فردوس الخلود
و السماء أمطرت تفاحاً يشبه رجلا ً قضى جُل حياته واقفاً خلف رابية اليقطين
ظله يشبه عشقاًً عتيقاً لا يليق به شوقاً و لا تقريظاً
و لا لوعةً و لا سهداً و سهراً
و لا كلمة حب أو أغنية تسقط سهواً من مراهقةٍ صاخبة !
بإختصار /
يشبه كل شيء كان هنا
ثم لم يعد
قيمة الأشياء نلتقطها أثناء فراغها ، و بعد الإكتواء من لُهب فقدها
جناية الفقد و التخمين ، وَ تواريخ خرساء
أظن أن صديقي الميّت كان يعلم تماماً أنني أخبئ كل أشيائي ـ هناك ـ في تلك العُلب
وفي المنحدر الأول ، كانت الساعة تغص بالحماقات النرجسية
و التي تعلمت لاحقا ً كيف أن أخبئها بضفائري ،
و لكنني فجئت به يعلم مكان أشيائي كلها ، كلها !
كانت العُلبة الأكبر أكثر ما تُتقن نبوءة الإرتجاف لثمة وجع
نساه الميت ْ بعد موتٍ مع حبر و كحل
أكل شيء راح إلى العدم حقا ً ؟
كان خطأهُ جسيما ً و قد فنى ،
و لكنني سمحت للولهِ أن يهاجمني ذات صباح
اوووه نسيت !!
نسيت حقا ً
نسيت أن الشوق ثوب تقليدي/ بدائي لا يليق بمعاطفنا التي تدثرنا يا صديقي الميّت !
نسيت أنه يجب أن يظل حبيس العُلب ،
و أنني سأظل صائمةً الأعين و مُستدركة لألف شهقة
أتعلم أنَّ حديث العُلب قد مات أيضاً ، و لا عجب
فعلبتي لم يعش بها أرنباً !
و هذا الحديث المقطّر ، وَ تلك السماء الثامنة ، و ذكرى الشوق الذي يغازل الباب دون أن يدخل ،
كل الأشياء التي كفرت بها لم تغفر لك هذا الخطأ الأوحد ، و فنيت كأن لم تكن / عدماً
و كل الغضب الغافي تحت ألسنة الرماد ، اشتعل لهيبه
عندما سمعني أغني " متى تسكن رياحك " !!
نسيت !
و أخرستني " النرجسية " لأتعلق بزفرة عبد الرحمن بن مساعد
إنكفأت ، و ألتقطت العزاء بك مرددة " حي على النسيان ، حي على النرجسية "
و لكن
هل أنا مُلزمة بأن أعتنق عقائد الشمس القائلة بالعدم ..!
هل أنتهى كُل شيء بالعدم ، بعد أن جاء بتمام التفاصيل .!
هل قبضت ملائكتي روح صديقي حقاً ..؟ ماذا هي فاعلة لو أخبرتها بتلاعب مشاعري
و أنني أريده حيّا الآن ..؟

بالكاد ستحولني لانثى جدائلها أفاعي كميدوسا الإغريقية التي لقاها الشاعر الإيطالي دانتي ايجيري في طبقة جحيم مدينة الاموات " ديس "


بدور الشمراني مبتكرةٌ أنتِ وَ نغمة الإنتقام تنعم بسلامٍ مستباح نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة
عوفيت يا غدق
.
شاميرام
حضورك يجعل للمكان هيبته
وحرفك سحر تناثر فوق الأسطر
وتتبعته حتى أخر أثر ...

 

التوقيع

قـلبي صحراء من يدخـلها قد يموت
وقـد يخرج مـنهـا كما دخـل
ولكن قليل هم من إستوطنوا الصحراء !!

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مــدونتي هنا

بدور الشمراني غير متصل   رد مع اقتباس