منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - فِي تشهّدي الأخيرْ ،
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2010, 06:12 AM   #1
مِريام الكعبي
( كاتبة )

الصورة الرمزية مِريام الكعبي

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

مِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعةمِريام الكعبي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي فِي تشهّدي الأخيرْ ،




أترسمنِي مطراً يا أنتْ ؟ أم اكتفيتَ بأن تخلق من إصبعكَ فرشاةً لتلونْ بها وجهِي ؟ ارسمنِي إذاً ، أحببتُ رسمكَ الذِي أتقنَ رسمَ قلبِي بجراحَه و بحنينه و باشتياقِه ، أتقنتَ رسمِي !

ارسمنِي و أنا أرتفعْ إلى السماءْ ، و قطرات المطرْ تتساقطْ بينَ أصابعِي ، و أخرى تلسعْ جسدِي الذِي أنهكهُ الحبْ ، تتدافعُ جميعها لتلمس يداي ، لتبلل شعرِي الذي أبى ذلك ، فتركَ للهواءْ حريّة الارتفاعْ به حدّ التسامِي ، حدّ انخفاضْ الأوكسجين و انعدامْ الجاذبيّة .

ارسمنِي و أنا أصرخْ بكلْ ما أوتيتْ من قسوَة ، و فرحَة ! أتلاعبُ بصوتِي و أقفزْ لأصلْ بسرعَة نحوَ السماءْ ، نحوَ مصدرِ الماءْ ، نحوَ ملمَسْ الفراءْ ، نحوَ قطيعِ الغيمْ ، و تلوّنْ الأرواحْ . هناكَ حيثُ الضياءْ الساحِر ، حيثُ الضوءْ النحاسِي الساطعْ ، هناكْ سأتبعْ بقيّة الأرواح و سأمضِي ، سأترنّحْ ، سأبكِي و سأُسقطْ كرزاً و فاكهةْ ، سألتمسْ الحُب لمنْ يبحثونْ عنهْ . و إنْ سُئِلتَ عنّي أجبهمْ ، أجبهنّ ، أخبرهمْ أنني الذائِبة في حُبّك و القادمَة منْ أزمنةِ سلاطينْ الحبْ لأبحثْ عنكْ ، فَأجدكْ ، فأعشقكَ و أخلّدك حباً لا يعرفْ الرياءْ !

أتسمعْ بحّة النايْ الحزينَة ! أتشعرْ بدفءْ و سُطوعْ تلكَ المدفأة ؟ أترى كيفَ اختنقتْ بالحَطبْ المُشبّع بحكايا النَاسْ ؟ أترَى خُيوط النارْ المتعبَة ! أترَى خُيوط الخوفْ الساحرَة ، جميعَها تنتَظرْ ! و سيطولْ الانتظار ، سيطول و سأطيلْ الحديثْ و التأمل !
أتسمعْ تنهيدة القلب الجريح و رجفة الصوت القاتِمة ! أتسمعْ لهاثَ قلبِي الذِي أسرعَ الخطَى ليصلْ إليكْ ، ليستمتعْ بك ، و ليأتينِي عائداً فرحاً ، متأججاً ، يحلفُ لي باستمرارْ بأنّه يعرفكْ ! لكنّه ليس كذلك ، هو فقطْ يجهل كُل تفاصيلكْ التِي تأتينِي بها فتبهرنِي و تمحو ما تحملهُ ذاكرتِي الصغيرَة المُثقلَة بأحاديثهمْ !

أترَى قطراتْ الندَى التِي أصبحتْ حاجزاً بينكَ و بينه ، و صفُ الياسميناتْ التِي خلقتُها بعناية ، و عقدتُ أطرافهَا بخيطٍ سميكْ ليفصلكَ عنه ، ليفصلكَ عن قلبِي الذِي إنْ رآكَ توحّشَ حباً بكْ ، و إنْ ابتعدتْ بكَى بانكسَار ، يئنّ باستمرارْ ، و يحترقْ كذلك باستمرارْ ، ينتَفضُ تارةً و تارةً تتنهدُ شهقاتُه بانحسارْ !

مبتسمةُ أنا حينما أرفعُ أطرافَ فستانِي لأرى حذائِي الجديدْ ، سيجبرنِي أن أصل إليكْ ، سأنزلقْ به على الجليدْ متراقصةً بفرحْ مع أنغام حبكْ ، سأطفو به على ماءِ عينيكَ لأبقَى بينَ ناظريكْ ، و سأصلْ يوماً إلى قلبكَ الذِي لازلتُ إلى اليومْ موبوءَة به ! صدّقني سقيمةُ أنا به ، أتوجعْ منه و به ، و أبكِي لأجله و لهْ !
أصلّي أن يعودْ و أن يبزغْ في سمائِي .
أصلّي ليأخذنِي ، خذنِي إذاً !
خذني !
خذْ يدايَ و عينايَ و رجلايَ ، خذنِي ! فقدْ فرشتُ أهدابِي أمامَ قلبكَ لئلا يشعرْ بالغربَة أو أن يضلّ الطريقْ إلي ، و أنا هنا ، بقربكْ و بقربه ، أنا بقربكْ ! فحرفكَ صلاة و قلبِي سجادَة تتلذذُ بنطقكَ و تترنّح بارتفاعْ أصابعكَ التِي تترجمْ ما تبقى من إحساسْ ! لا زلتُ في تشهّدي الأخيرْ أتضرّع إلى الله أنْ يبقيكْ ، و أن ينهِي حزنكَ ، و أنْ يبرئ جرحكْ الذِي ما إنْ ألمسهُ سيطيبْ بإذنه . أتضرّع و أتأمل أن يتمكنْ آخر دعاءْ من الاقترانْ ببالونٍ متمردٍ في الهواءْ يرقَى لأنْ يصلْ ، و يصلْ !
فيبتهلْ ، و أبتهلْ !

مريمْ ،

 

التوقيع





لا شيء يُغريني كما يفعل الترقّب !

twitter
سؤالٌ ما؟

مِريام الكعبي غير متصل   رد مع اقتباس