لَو حَلَّ البُكَاءُ مَاذَا غَيرَ أَنَّ الأَرضَ سَتَبذرُ وَفِير حكَايَاتِهَا
وَ تَغدُونَا بِهَا أَشتَاتاً وَ أَغرَاباً .. !
لَوْ بَكِيَ الشُّجَاعُ إِبن الشُّجَاع .. لأُذِّنَ عَلَى مَسَامِعِ السَّوَادِ
أَنْ يُشَمِّرَ بِسَاعديهِ كَـ مَحكَلَةٍ يَشُقُّ بِهَا جمُوع سُكنَى النَّازلِين لَيلاً
وَ لَوْ جُعِلَ الصَّمتُ .. مَاذَا غَيرَ السّهَاد مُستَطِيلاً عَلَى أَجفَانِ الوَردْ .. !
لَوْ حُدِّثَ بِشَيءٍ لَعمَّ الشّجَارُ يَتَسقَّفُ عَلَى الأَركَانِ
وَ بَدَتْ السَّمَاء تَرعدُ بِغَضَبْ .. !
لِذَا .. لَنْ أَستَبِدَّ
وَ أَمضِي عَلَى مَهلٍ مِنْ أَمرِيْ
لَنْ أَبحَثَ عَنْ فَعلَةٍ غَيَّبْتُهَا عَمداً
وَ حَسبيَ أَنْ أُمسِكَ بِذَنبٍ لاَ يَد لِي فِيهِ
غَيرَ أَنِّي شَهدتُ مخَاضهُ
وَ مُنذُ ذَاكَ وَ أَنَا أَبحَثُ لَهُ بَينَ صَفحَات
العَفو مَسَاحَة أَشغُرُهَا بِهِ
فَيَالَيت لَلوَقتِ حينهَا طَمَسَ مَعَالِمَ البَصِيرَةِ وَ دَارَى سوءَاته
لَمَا شَعرتُ بِدُونِيَّةِ اللحظَة .. !
وَ أستَكَانَتْ الدَّهشَة تَكشفُنِي عَلَى العَالمِينْ جَهُورَة
وَ لَمَا تَسيَّدَ الإِدرَاك يُوَارِي عَينَ النّسيَان عَنْ وَجهِي
المُهتَرِيء بِالخَيبَة .
لَو كَانَ بِيَدِي .. لأَمسَكتُ بِيَدِ النَّفَسِ مِنْ عُنقِهِ
وَ أَضَعتهُ بَينَ دَسَاتِير الغَفلَة ..
فَحِينَ تَنتَصِبُ الكيَاسَةُ عَلَى الجِبَالِ تَسْتَرقُ
مِنْ عقُولِنَا أَيَّة حِيلَة لِـ الفَرَارْ .. !

فَيَالِسخفٍ أَوقَفَ قَلبَ الشّعُورْ .. !
وَ يَالِسَخطٍ مَزَّقَ الأَعمَاقَ عَلَى بَابِ الظّنُونْ
وَ يَالِزَمنٍ تَنَافَرَتْ مِنهُ أَوجه الشَّفَقَة ..
أَينَ يَجِبُ الإِختِبَاء مِنهُ فِيهْ .. !!
وَ أَينَ أُوَلِّي بِوَجهِي لِـ أَختَصِرَ مَسَافَات مَوقِفِي وَ الوَجَعْ .. !!
يَا أَنْتَ ..
لِيَ عَلَيكَ أَنْ تَردَّ الكَلِمَات تَتَقَافَزُ بِِفَمِي إِذْ كَانَتْ
كَالنَّجومِ أَهتَدِي بِهَا كُلّ حِينْ
لِيَ عَلَيكَ أَنَا ..
نَقِّنِي مِنْ حَشرَجَةِ الآَهْ , وَ اظهِرْنِي بصُورَةِ المُتَّزنْ
لِيَ عَلَيكَ أَنْ تَجمَعَ البَسمَاتِ مُبَروَزَة
فَقَدْ مَلَّتْ الأَركَانُ بَاخِعَة نَفسهَا عَلَى أَصدَاء الضَجِيج .
لِيَ عَلَيكَ الصُّبحْ .. .. الصُّبح يَا أَنتَ !
إِجمْعهُ لِيَ وَ ابقِينِي طَيف يَمتَدُّ عَلَى خَيطِ سِنينٍ ضَوئِيَّة
أُرِيدُ أَنْ تُحيّنَ لَحظَة تُصَيّرَ بِهَا الحَقِيقَة
بِعَكسِ مَا رَأَيتُ وَ رَأَيتَ يَا كَبِيرِيْ ..
عَزِيزٌ يَا ذَا البَاقِي بِدَمِي وَ سَائِلُكَ عَنِّيْ ..
كَبِيرٌ .. فَهبنِي مَسَاحَة يَدكَ أَدبُّ عَليهَا مَا أَقتَنَيتُ
مِنْ قُبلاَتٍ أَستَمِيلُكَ بِهَا كَرَّات عَدِيدَة ..
وَ صبَّ مَاشِئتَ مِنْ نَهرِكَ لِتجِدَنِيَ أَجرِي كَالمَعتُوهَةِ
فِيْ شَرَايينِكَ وَ أُدبرُكُ عَنْ مَا ذَهَبتَ إِلَيهِ
وَ كَيْ أَنزَعَ ذَنبَكَ عَنِّيْ..

أَمَا رَأَيتَ النَّدَى يَهوَى التَّصَبّب فِيْ بَعضِ أَحَايينْ
هَذَا أَنَا .. يَومَ أَنْ كَتَبتُكَ رُوحاً لاَ تَقرَأُ
لَيسَ لِجَهلِهَا , بَلْ لاَ تُدرِكُ أَنِّي أَعنِيهَا ..؟!
|
|