نصعد سلالم الأمل إلا أن الخيبات لحظات إنزلاق ونزوح
عن هذه السلالم فالمتفائل يرى أن مع كل إنزلاقٍ ونزوح
بارق أملٍ وهمة تدعوه للإستمرار وتعويض ما فاته فمع
كل أخفاق يزاد إصراراً على الوصول وجعل كل محبطٍ محفز
على الفوز ونيل ما كابد من أجله .
ولكن وبكل أسف تجد كل ما يحيط بك باعث على الإستسلام
ويردد عدد الهفوات والإنزلاقات ويطالبك بالتوقف لأن الدرب
صعب والصعود محال فيدعوك لعدم الإستمرار فهم ينظرون
نظرة شؤم ويرددون مقولاتهم الكئيبة كم هي متعبة هذه
السلالم وكم هي مضنية شهقات الصعود وزفرات النزول فيها
من الألم وفيها من الذكرى ما هو ملتصق فينا ولا يبرحنا أبداً
فشكراً للأمل لأنه لم يصافحنا إلا بعناء ومع العناء قد
لا يستسيغنا ولا يقترب منا .
نعيش الفرح سفاحاً وتتساقط أحلامنا رماداً أمام بؤسنا, فالحزن
خنجرٌ غائرٌ بأجسادنا لا يبقي ولا يذر منا شيئاً .
فلا تستسلم ولا تركع للظروف لأنك أنت من يصنعها فلكل موقف
حضور وتعامل فلا تسمع إلا لصوتك وأشحذ عزيمتك لتحقيق
حلمك وأهدافك وأجعل كل قناعاتك بالوصول وأملأ نفسك يقيناً
وثقة فكل تجربة وعمل لا يفنيك يزدك قوة وخبرة.
ولا تكن كمن ينظر للأمل على أنه عملية أجهاض قد تحدث مرة
بالعمر وقد لا تحدث وإن حدثت لا تتكرر , فيقبر الأمل في فيافي
الشؤم ولا يعول عليه في كل أموره ولحظاته طيلة عمره .