منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - * { رتُــــــوش } *
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-12-2009, 12:11 PM   #358
حنان العصيمي
غُرْبة

افتراضي أعجبتني فأحببت أن تشاركوني في قراءتها ..!


يُحكى أنه في القرن الاول الهجري
كان هناك شابا تقياً

يطلب العلم ومتفرغ له ولكنه كان فقيراً
وفي يوم من الايام خرج من بيته من شدة الجوع
ولأنه لم يجد ما يأكله فانتهى به الطريق الى احد البساتين
والتي كانت ممتلئة بأشجار التفاح ...!

وكان احد اغصان شجرة منها متدلياً على الطريق ...
فحدثته نفسه أن يأكل هذه التفاحة ..
ويسد بها رمقه ولا أحد يراه
ولن ينقص هذا البستان بسبب تفاحة واحده ...
فقطف تفاحة واحدة وجلس يأكلها حتى ذهب جوعه
ولما عاد إلى بيته .. بدأت نفسه تلومه ..!

وهذا هو حال المؤمن دائماً
جلس يفكر ويقول كيف أكلت هذه التفاحة
وهي مالاً لمسلم ولم استأذن منه ..!
ولم استسمحه ..
فذهب يبحث عن صاحب البستان حتى وجده
فقال له الشاب :
يا عم بالأمس بلغ بي الجوع مبلغاً عظيماً
وأكلت تفاحة من بستانك من دون علمك
وها أنذا اليوم أستأذنك فيها ..

فقال له صاحب البستان :
والله لا أسامحك
بل أنا خصيمك يوم القيامة عند الله!!!

بدأ الشاب المؤمن يبكي ويتوسل إليه أن يسامحه
وقال له أنا على استعدادٍ أن أعمل أي شي
بشرط ان تسامحني ، وتحللني ...
وبدأ يتوسل إلى صاحب البستان
وصاحب البستان لا يزداد إلا إصراراً
وذهب وتركه والشاب يلحقه ويتوسل إليه
حتى دخل بيته وبقي الشاب عند البيت
ينتظر خروجه الى صلاة العصر...
فلما خرج صاحب البستان
وجد الشاب لا زال واقفاً
ودموعه التي تحدرت على لحيته
فزادت وجهه نوراً ..
غير نور الطاعة والعلم ،
فقال الشاب لصاحب البستان :
يا عم أنني مستعد للعمل فلاحاً
في هذا البستان ، بلا أجر حتى آخر عمري ..
أو أي أمر تريد ، ولكن بشرط ان تسامحني عندها...
أطرق صاحب البستان يفكر ثم قال :
يا بني إنني على استعداد أن أسامحك الآن
لكن بشرط ..!
فرح الشاب وتهلل وجهه بالفرح وقال :
اشترط ما بدى لك ياعم ..
فقال صاحب البستان:
شرطي هو ان تتزوج ابنتي !!!ا
صدم الشاب من هذا الجواب وذهل
ولم يستوعب بعد هذا الشرط
ثم اكمل صاحب البستان قوله ...
ولكن يا بني إعلم إني ابنتي
عمياء وصماء وبكماء
وأيضا مقعدة لا تمشي ومنذ زمن
وانا أبحث لها عن زوج استأمنه عليها
ويقبل بها بجميع مواصفاتها التي ذكرتها
فإن وافقت عليها سامحتك

صدم الشاب مرة اخرى بهذه المصيبة الثانية
وبدأ يفكر كيف يعيش مع هذه العلة
خصوصاً أنه لازال في مقتبل العمر؟
وكيف تقوم بشؤونه وترعى بيته وتهتم به
وهي بهذه العاهات ؟

بدأ يحسبها ويقول أصبر عليها في الدنيا
ولكن أنجو من ورطة التفاحة !!!!
ثم توجه الى صاحب البستان وقال له :
يا عم لقد قبلت ابنتك
واسال الله ان يجازيني على نيتي
وان يعوضني خيراً مما اصابني ..

فقال صاحب البستان .... :
حسناً يا بني موعدك الخميس القادم
عندي في البيت لوليمة زواجك
وانا اتكفل لك بمهرها

فلما كان يوم الخميس جاء هذا الشاب متثاقل الخطى...
حزين الفؤاد... منكسر الخاطر...
ليس كأي زوج ذاهب الى يوم عرسه ،
فلما طرق الباب فتح له أبوها وادخله البيت
وبعد أن تجاذبا أطراف الحديث
وانتهى عقد القران قال له :
يا بني ... تفضل يالدخول على زوجتك
وبارك الله لكما وعليكما
وجمع بينكما على خير واخذه بيده
وذهب به الى الغرفة التي تجلس فيها ابنته
فلما فتح الباب ورآها ....
فإذا فتاة بيضاء أجمل من القمر
قد انسدل شعر كالحرير على كتفيها
فقامت ومشت إليه
فاذا هي ممشوقة القوام
وسلمت عليه وقالت:
السلام عليك يا زوجي ....
اما صاحبنا فهو قد وقف في مكانه
يتأملها وكأنه أمام حورية من حوريات الجنة
نزلت الى الارض وهو لا يصدق ما يرى ولا يعلم
مالذي حدث ولماذا قال أبوها ذلك الكلام ...
ففهمت ما يدور في باله ، فذهبت إليه وصافحته ،
وقبلت يده وقالت :
إنني عمياء من النظر إلى الحرام ..
وبكماء من الكلام في الحرام
وصماء من الاستماع إلى الحرام
ولا تخطو رجلاي خطوة إلى الحرام ....
وانني وحيدة ابي ...
ومنذ عدة سنوات وهو يبحث لي عن زوج صالح
فلما أتيته تستأذنه في تفاحة ..!
وتبكي من اجلها قال أبي :

أن من يخاف من أكل تفاحة لا تحل له
حريّ به أن يخاف الله في ابنتي ..!

فهنيئاً لي بك زوجاً وهنيئا لأبي بنسبك ..!

وبعد عام أنجبت هذا الفتاة من هذا الشاب
غلاماً كان من القلائل الذين مرّوا على هذه الأمة
وهذا الغلام
.
.
.
هو الامام ابو حنيفة صاحب المذهب الفقهي المشهور


نسال الله ان يرزق الجميع مثل مثل تلك االتفاحة!!!!!!

 

التوقيع





حنان العصيمي غير متصل   رد مع اقتباس