منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - رجاء قلب حنون
الموضوع: رجاء قلب حنون
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2009, 10:39 PM   #1
زهير يونس
( كاتب وأديب )

الصورة الرمزية زهير يونس

 







 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 0

زهير يونس غير متواجد حاليا

افتراضي رجاء قلب حنون


رجاء قلب حنون

**

لا تَجْزَعِي..
هَيَّا اسْتَدِيرِي لِلْمَهَا.. كَيْ تَلْمَعِي..
وَخُذِي ضِيَاءَ الشَّمْسِ أَطْيَافًا لِتَتَّقِدِي شَذًى..
وَتَفِيضَ أَنْوَارُ الرَّبِيعِ عَلَى مُحَيَّاكِ المُبَلَّلِ بِالدَّلالِ..
فَتَسْطَعِي..

**

لا تَجْزَعِي..
بِنْتَ الجِوَارِ .. فَإِنَّمَـا..
عُمْرِي خَرِيفٌ.. وَ الهَوَانُ أَتَى عَلَى حَظِّي..
كَرِيحٍ أَوْغَلَتْ تَحْتَ الوَرِيقِ .. فَزَوْبَعَتْ كُلَّ السِّنِينِ..
.. بِأَضْلُـعِي.

**

لا تَسْمَعِي..
هَمْسَ الغَرَامِ إِذَا دَعَاكِ فَإِنَّـهُ..
مَـذَخٌ عَلَى رُمَّانِ حُلْمٍ كَاذِبٍ..
وَ جَمَالُهُ..
مَحْضُ افْتِرَاءٍ يَرْكَبُ الصِّدْقَ المُنَمَّقَ بِالهَوَى..
وَ يَقُصُّ أَطْرَافَ الحَقِيقَةِ ..
كَيْ يُرِيكِ الحُبَّ مِيْدَاءَ الكَمَالِ..
فَتَخْضَعِـي..

**

لا تَسْمَعِي..
صَوْتَ الهَوَى .. إِذْ يَدَّعِـي..
أَنِّي كَفُرْسَانِ الحُرُوبِ مُدَرَّعٌ..
وَ أَنَا مَذِيقٌ رَجَّنِي عَوَزُ الحَيَاةِ.. وَ أَزَّنِي..
وَ دَعَانِـيَ الزَّمَنُ الغَلِيظُ فَقَـذَّّنِي..
وَ تَلَتْهُ أَيَّامُ الحَصَادِ بِصَلْفِهَا، فَرَمَتْ عَلَيَّ مَنَاجِلَ الفُقْرِ الخَبِيثِ..
مَحَتْ أَبِيَّ العِزِّ مِنْ قَدَرِي..
وَ قَـدَّتْ أَذْرُعِي..

**

لِلسُّوءِ كَانَتْ قَدْ وَشَتْ كُلُّ الهُمُومِ.. بِقِصَّتِي..
أَنِّي لَقِيطٌ فِي الهَنَاءِ .. فَلا يَصِحُّ لِطَفْرَةٍ..
أَنْ تَمْتَطِي الأَشْوَاقَ فِي حَسَبِ البَهَاءِ.. وَ تَدَّعِي ..
نَسَبَ الوَقَارِ وَ كُلُّ مَا فِيهَا يُنَادِي بِالشَّمَاتَةِ مُعْلِنًا..
أَنَّ الشَّقَاءَ.. وَ تَحْتَهُ..
أَرْضُ الهُزَالِ.. وَجَنْبَهَا..
ظُلَمُ الفَجِيعَةِ.. و الهَزَائِمُ بِالنَّوَى..
قَبَضَتْ أَنَايَ مِنَ النَوَاحِي الأَرْبَعِ

**

لا تَطْمَعِي..
بِنْتَ الجِوَارِ.. فَتَرْكَعِي..
الغُبْنُ أَدْرَكَ أَنَّنِي كَمَنَاجِمِ الفَحْمِ الخَصِيبَةِ ..
حَيْثُمَا..أَلْقَى شَرَارَةَ مِحْنَةٍ، مَحَقَتْ كَيَانِي بِالمُلاَلِ
وَ أَضْرَمَتْ قَهْرًا.. سِنِيني بِاللَّهِيبِ،
فَيَبَّسَتْ زَهْرَ الرَّجَاءِ.. وَ ذَوَّبَتْ جَلْدَ الأَحَاسِيسِ العَنِيدَةِ..
فَانْتَهَتْ كَالسَّيْلِ فِي قَلْبِي..
تُجَارِي أَدْمُعِي.

**

بِنْتَ الجِوَارِ تَمَنَّعِـي..
وَ تَحَصَّنِي مِنِّي أَنَا.. وَ تَرَفَّعِي..
الفَاقَةُ الهَوْجَاءُ أَفْنَتْ جَوْفَ قَلْبِي..
وَ الأَسَى قَدْ عَاثَ فَوْضَى فِي هَنَايَ ..
وَ كُلَّمَا.. أَرْسَلْتُ أُمْنِيَتِي بَرِيدًا لِلزَّمَانِ أَعَادَهَا.
وَ الحُزْنُ فِي عُمْرِي أَنَا تَأْوِيلُ رَؤْيَا..
قََدْ جَرَى قَلَمُ القَضَاءِ بِهَا لِسُلْطَانِ الحَقِيقَةِ مُذْ وُلِدْتُ مُصَفَّدًا.
فَانْأَيْ بَعِيدًا يَا فَرَاشَةَ رُوحِهَا.. عَنْ شُعْلَتِي..
هَذَا فَتِيلُ المُحْرَقِ المُتَوَجِّعِ

**

دُنْيَا الهَوَى عِقْدٌ جَمِيلٌ لَيْسَ لِي فِيهَا نَصِيبٌ حُلْوَتِي..
فَتَيَمَّمِي طَوْقَ البَهَاءِ كَرِيمَةً جَنْبَ الدُّرَرْ..
وَ خُذِي مَكَانًا فِي جَوَاهِرِهِ المُصَفَّفَةِ الحَسِينَةِ رُوحُهَا..
وَ تَرَصَّـعِي.

**

زهير يونس

.
.

 

التوقيع

نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة


- روافد -


التعديل الأخير تم بواسطة زهير يونس ; 10-07-2009 الساعة 10:42 PM.

زهير يونس غير متصل   رد مع اقتباس