منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - | بدَاخِلك خَبينِي !
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2009, 09:41 AM   #1
حوراء آلـمبارك
( كاتبة )

افتراضي | بدَاخِلك خَبينِي !




*




هل علموك أنت أيضاً عادة الغياب !!

صارت الثواني ياصاحبي تمضي بي لآ لشيء إلآ لمزيد من حنين و وجع ! والاغتراب بداخلي بدأ يتكاثر ، لم يترك هنيهة مني إلآ وعاجلها بموعد معه يسرق فيه ماتبقى من عذرية الأمان ويخلق بي فائضاً من منفى ! وبغيابك أنت صيرت البقية الباقية من أحلامي ، ليتامى صغار لآيملكون إلا ظلآل ذكرياتهم معك ، حتى كفك بعيدة لتمسح على رؤوسهم وهم يبكونك !



نقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة



لم يعد ثمة شيء يغري ~

لآأثواب بألوان بهرجة أو فرحة لها مقاس ثرثرة أصابعي ، كلها باهضة بالقرب ، فارهة بالوصال ، وأنا الفقيرة فيك ؛ خاوية إلا من خرقة غياب ! أكتسيها وأغني بها على رصيف من ورق حكايتنا ؛ حين كنا نصنع المعجزات ، ونعلم العصفورة الغناء ، نشكل بالغيم العطاء ، ونرقص تحت المطر بلا حذاء ، كانت الدنيا تبدو مغرية أكثر بساطة وحفاوة ، لم أكن أتبضع الابتسامات وقتها بل أهبها صدقات ، لم أكن أغص بالعتاب وإنما أفجره بطفولية ، ثم أسرِّح رضآي وإياك ، أنتقي الجديلة التي أبغي واللون الذي أشتهي أمرر أصابعي وأتركك بعدها تخلق لي جناحين أحلق بهما فيك ! أصابعي سابقاً كانت تحفل منك ببصمة مميزة كل لحظة ، لم يكن للطابع مسرى هوية فيها ، لكن الآن كلها واحدة ، نهش غيابك ملامح رسمها ، وتركها كشواهد القبور لآتسهم إلآ في خلق الوحشة ! فقط تكرر اسمك وهي ثكلى بالحنين ! ربما لأنه الوحيد الذي لن يعبث الغياب بتفاصيله ولن يقولب البعد هيئته ولآ الهجر عاداته ! سيبقى دوماً كما عرفته ، لن ينقصه إلا فرصة هابطة من السماء تمنحي لذة أن أناديك به ، ولن يزيد فيه إلا أحلامي التي تستصبح وتمسي به !


الآن تخيل أنه حتى ذاكرتي لم تعد تجيد ترتيب الأيام وأنا لم أعد آبه ، منذ هجرتها وماعاد غير غيابك يعرج عليها وانتظاراتي تسكنها ، وهي تحمل صوت الريح ، تعوي بي لأتساقط منها كجفاف خريف مآخلق إلآ ليرتحل بين مدن الحنين ! ذاك الجفاف الذي مهما حط على مسافات من وارفات كان في يوم يتبادل الود وإياهم ، إلا وحُمل لموكب رحيل جديد ! عرفتك ربيعاً تضج بالحياة وتمتلئ بالأمل ، صوتك يبعث في الدنيا الألوان ، واقترابك يهبها فسحة لتمطر بالأحلام ، أما الخريف ياصاحبي ، فإن لم أكن هو فهو رفيقي الذي يشبهني ، دوماً تجهضنا الأوطان ، ونرتحل في استجداء للوصال وعدو خلف الذكريات ، كلانا ياصاحبي ، أنا وهو محض أغراب !! لكن أنت ، هل بدلك الغياب لشتاء !!


تعال ياصاحبي ، فما عاد لي وطن يشتهيني ، أنا المملوءة برائحة غيابك ، المتمرغة في غبار ذكرياتك ، المتسربلة بليال بعادك !
أي وطن يشتهيني ، ولا كف لك تقرع نوافذ صباحي ولآ طريق لي يسرق خطواتك ، ولا ثمة شمس حتى تخلق لظلالنا أبعاداً !
الأوطان ياصاحبي لآتكفل من بصوتهم بحة اغتراب ، أو في لكنتهم خليط حنين وغياب !



فتعال ، ولبدني في حنانيك !
تعال ~

 


التعديل الأخير تم بواسطة حوراء آلـمبارك ; 10-02-2009 الساعة 10:11 AM.

حوراء آلـمبارك غير متصل   رد مع اقتباس