منتديات أبعاد أدبية - عرض مشاركة واحدة - اخضرار .. الشاعر أحمد الشحي
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-07-2009, 11:38 PM   #11
جمال الشقصي
( شاعر وكاتب )

الصورة الرمزية جمال الشقصي

 






 

 مواضيع العضو

معدل تقييم المستوى: 343

جمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعةجمال الشقصي لديها سمعة وراء السمعة

افتراضي




"

لابد من القضية في الشعر.. لا بد منها..!

الحب اليوم قضية، فليست كل القلوب وهاجة كالشمس، ولكنها قنبلة من الضوء الموقوت!
الأم قضية كذلك.. ومَن منا بيده أن يعرّي كبرياء الخطيئة البشرية بكامل تفاصيلها أمام عظمة رمزية الأم .. لا أحد!
الوطن أم قضايا عصرنا العربي.. ولكننا لم نفهم في القصيدة معنى الوطن بعد، ليس لأننا جهلة في أمر التفنيد وإنما هو الوطن العنيد المتعجرف المتمرد على كل التعريفات وأقواس التنصيص، إنه هلامي التكوين، زئبقي التشكل في القصيدة.

"
والقضية لا تنتهي.. لا تنتهي يا علياء، ولكن.. من المفخرة أن تجد المرحلة شاعراً يتشكل على انفراد، شاعر لم يتمحور عن جيل بعينه ولن يتأدلج به، وإنما جاء نتاجاً لتراكماتٍ معرفية هائلة اكتسبها بيديه وتشبث بها رغماً عن أنف انهزامية تيار الشعر من حوله. شاعر ينهض بالقصيدة وهو الذي لم يعرف يوماً الجسر المؤدي إلى الساحة. هكذا يأتي أحمد الشحي من مدن الغياب، ويجلس على تلّ الزمان بثوبه الأبيض النظيف، يشعل سيجارة التنفس الطبيعي مراقباً طوابير الوجوه وهي تزدحم مخنوقةً عند باب الشعر. يكتب أحمد الشحي القصيدة بمنتهى الهدوء، وهو يجهل عكس بني جيله رصف الكلِم على الكلام كما هو سائد كثيراً من حوله خلال الزمن الآنيّ، ولا يتقن الشحي ملأ الفراغ لأنه من الأساس لم يستوِ إليه سبيلاً مذ ولد الشعر في كينونته.

"

حين نقول بأن أحمد الشحي هو شاعر المرحلة فإننا نشير إلى القضية لديه في هذا الصدد.. الشحي الذي أخذ الإنسان على عاتقه رمزاً للتجريب، وفتش في جيوب الزمن عن مفاتيح خلاص المرء الضعيف المأسور في ضعفه، وأوجد للتراب قيمةً لم يكن لتمسك السهول والهضاب والسواحل بعملتها في زمن اختلاط مفهوم الجغرافيّة بوجهة الجهات. إن أحمد الشحي متمرد على كل أغلال التضاد التي قد تتجرأ إقحامه عنوة في حبس الممنوع من الصرف، ومنذها وهو الممدٌّد بقرارِه الشخصي على ظل سدرة الوادي الصخري، ولكنه ظل منصتاً في حنايا القصيدة لصوت دبيب نملةٍ عند باب جاره الغلبان قرابة الساحل!

شاعر المرحلة لابد من أن يحمل لواء القضية، ويوم اختار درويش الحجر انتفاضةً لقضيته في الشعر فهو لم يؤطّر ذاته في هذا المحور كما يُشاع عنه ويُعرف، وإنما كرس درويش ـ في الحقيقة ـ معنى إنسان الحجر قبل أن يكتب عن انتفاضته.

وحتى أحمد الشحي عمد إلى تخليص الوطن من حدوده الجغرافية الضيقة، وأهداه قيمة الفكرة والتشكل الذاتي، وهي الفكرة التي لم تعد ذات وقعٍ بين أولي الشهرة من الشعراء. كفى أنه عرِف كي يختصر علينا أضخم مسافات التجريب في بيتٍ واحدٍ يقول فيه:

[poem="font="simplified arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black""]أنا يا صاحبي شاعر.. ولكن خارج الأعراف=على صدْر الشعِر.. ما لي مع أرباب الشعِر مقعد![/poem]

فالجلوس على صدر الشعر والتنحي عن مجالس أربابه هي قضية بعينها، وهنا أتذكر مقولة فهد عافت الشهيرة التي أطلقها مؤخراً: "قد يهب الشعر (المكان) لصاحبه ولكن الشاعر معنيّ بخلق (مكانته) التي لا يهبها له أحد سواه".

"

علياء..

هذا المتصفح عالي الجودة، تماماً كما هي روحك في السناء العليّ.. كل عامٍ وأنتِ رائعة ورائعة.

.

 

التوقيع


البدر


(هذا الزمان أصمخ.. ما يسمع شيوخه)..!


التعديل الأخير تم بواسطة جمال الشقصي ; 09-08-2009 الساعة 12:00 AM.

جمال الشقصي غير متصل   رد مع اقتباس