[محمد إبراهيم العليوي]

الزواج في الإسلام حركة إيجابية فاعلة ذات منطلق وغاية وهدف فأما المنطلق هو الاستجابة لأمر الله تبارك وتعالى :{وَأَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }النور32
أي زوجوا من لا زوج له من أحرار الرجال والنساء ما داموا قادرين على المهر والنفقة وزوجوا العبيد والإماء أهل الصلاح والتقوى ويؤكد البيان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه البخاري في صحيحه " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإن الصوم له رجاء " ودل هذا الحديث دلالة واضحة على تشجيع الزواج والحث عليه صيانة للفطرة والإنسانية من الانحراف فالله تبارك وتعالى أحل النكاح وحرم السفاح
وأما الغاية فيه عمارة الارض وتحقيق نظام الاستخلاف طبق منهج الله وشرعه القويم" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة "
أوضح هذا البيان مقصود الحكمة الإلهية من خلق البشر وهي إقامة العدل واستعمار الأرض وفق شريعة الله
وأخيرا الهدف هو الممارسة العملية لمعنى العبودية لله تبارك وتعالى التي خلق الإنسان من اجلها كما أوضح الله جل جلاله في القرآن الكريم " ما خلقت الإنس والجن إلا ليعبدون"" وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة"
فالرجل بدون الزواج شخصية ناقصة لا تكتمل إلا بهذا الزواج وبهذا يتحقق قوله تعالى " هن لباس لكم وانتم لباس لهن"
فهذه الثلاثية تبين لنا وبوضوح منطلق الزواج وهو تلبية لأمر الله وغاية وهي عمارة الكون بالخير والبركة وإقامة العدل وفق شرع الله وهدفه هو عبودية مطلقة لهذا الخالق الذي خلق الكون بما فيه الله جل جلاله.

فأين شبابنا اليوم من تطبيق منهج الزواج وابتعادهم عن الفتن ؟