[ الْقَوْلُ الْمُقْتَطَفْ ] :
(( كيف أصبحنا غرباء عن أنفسنا ، وعن بعضنا البعض ، غرباء إلى حد الخوف ،
وحد الإحتياط من عيون تتفحصنا ، أو خُطى تسير خلفنا ))
[ الْقَوْلُ عَليْه ] :
أصبحت لا أعني لنفسي شيئاً ,, فأراني أترنح على حافة الذاكرة ,أتسول النسيان من الموتى
ألعن الحظ والأفواه المملوءة بالملاعق الذهبية ,, أزور قبوراً لا أعرف أصحابها ,,
أين دُفنت أحزان العابرين ؟؟ وأين قبر صديقي فأنا لم أودعه ,,قبورنا بلا شواهد يا وطني ...!
ها أنا العب الشطرنج مع السنين القادمات من السراب والمدبرات هروباً من الذكرى بلا اكتراث للنتيجة ,,
فلقد قرأت مسبقاً نبا هزيمتي ,,بداية من وأد اصغر أمنياتي إلى رجم آخر الأغنيات ,,
وليس نهاية بتربية الخوف فينا وتعليمه الكلام والمشي مع أطفال المطر وعُقد جبين أصحاب النظارات السوداء ,,
حتى الحب أصبحت أخافه يا وطني !
وتعلم أني أتأرجح يا وطني بين البينين ,,
بين الأمس المصبوغ بأحلك درجات الرمادي وبين غدي ضبابي الرؤية ,,
بين أسراب الطيور التي تمر سنوياً بلا ملل من نفس الوجوه ونفس المحطات ونفس أفواه البنادق الجائعة
نفس البحارة التعساء وأعمدة الإنارة الصدئة على أرصفة المرافئ , وبين تدجين الجوارح !
حتى الورود يا وطني أقف حائراً مقيٌد التفكير أمامها في الحدائق ,,
أي الورود سأهديك يا وطني ؟؟
مادامت الحقول جائعةً تنتظر السعادة والحُب والغناء .....
ما جدوى الفزٌاعات يا وطني ؟؟ غير إضافة خوف آخر و موت آخر للطيور !
مادامت أشجار السنديان تفتح ذراعيها لتقيهم الريح والأمل الكاذب وتُطعن كل يوم مئة مرة ... وتبتسم ...!
أحلامنا يا وطني تأبى الممات برغم الرماد وبرغم صلب أعظمها على بوابة الغد
ورغم التمثيل بها وبتر أطرافها خوفاً من اقتلاع أعين البحر ,,
لم تدمع عينيٌ على حلم في حين لم تتوقف أنت عن البكاء وستنمو من ثرى دمعتك الأولى آخر أشجار المدينة ...!
الحب حقول عنب يا وطني لم تُحصد بعد ,,
فلنعتٌق الأمنيات يا وطني والبكاء إلى زمن آخر حيث لا مكان سوى للغرباء للمائلين إلى السواد
بين المدى الممتد من جبينك حتى الصباح الذي يشع من عينيك !
ونمارس حقنا في الحلم ,,,
هناك حين تعود الشمس من حفل المساء محملة بالغناء ... !
هناك سأطارد قطيع السعادة علٌي اصطاد ثوراً سميناً لأطعم به جياع الفرح ....!!
لا زال شباك الأمل مفتوحاً يا وطني يمد يده حيناً , وحيناً يصلٌي لنا ,,
و سأخرج يوماً كالناي ، كأصوات الدعاء والصلوات ، كآخر أغنيات الساحل الحزين ...
ويوماً ما حين أقابل الحب خلف المقابر سأقول له شيئاً يا وطني ,,,
حتماً سأقول ....!! "
( سعد الصبحي )
[ الْقِنْدِيل ] :
( صَاحِبُ الْقِنْديل : إبراهيم التميمي )