معدل تقييم المستوى: 3009
حكايات الزهر
الخزامى الخزامي أو اللاوندة Lavande يعود أصلها الى مناطق البحر المتوسط. متعددة الأجناس، وتنتمي الى عائلة الشفويات (فصيلة نبات من ذوات الفلقتين)، أزهارها بنفسجية اللون، تدخل غالبيتها في تركيبة العطور تطيب الأنفاس وتشفي الجروح. يقول بعض الباحثين ان أصل كلمة Lavande يعود الى الايطالية Lavande أي (عملية الغسل)، وهي من جذور انكليزية Lavande. أصل الكلمة يجعلنا نفكر بأن اللوندة او الخزامي كان يستعمل لتعطير الثياب مباشرة بعد غسله، فكانت أزهار الخزامي تقطف وتجفف في الظل ثم توضب داخل أكياس صغيرة من القماش الناعم وتوضع في الخزانات لتمنحها رائحة ذكية وتمنع عنها حشرات العث. وهناك استعمال آخر قديم للخزامي، وهو إضافته بعد تجفيفه الى ماء الحمام لتعطيره ولما له من خصائص معقمة ومسكنه. كما تشكل الخزامي غذاء مهما للنحل، يفخر أصحاب المناحل بأنهم يزرعونها حول القفران لأن هذا الجنى يعتبر من أفضل أصناف العسل، وأطيبها طعماً وأكثرها فائدة. والمعروف أن زراعتها حول المنزل، وبخاصة المنازل الجبلية يبعد الأفاعي والعقارب والبرغش في العام 1923 كشف الدكتور كارتر على فبر توت غنخ آمون، وكتب في مذكراته يقول: "إن رائحة الخزامي (اللاوندة) التي دخلت أنفاسه غطت على رائحة الجثث المحنطة". وبعد هذه الحادثة، بدأ علماء التحنيط يبحثون عن السر الذي جعل الفراعنة يختارون هذه الزهرة دون سائر الزهور، ويحتفظون بها مع الملوك المحنطين. وبعد إجراء تجارب عديدة اكتشفوا ان رائحة الخزامي تبعد الأفاعي والعقارب والسقايات والبرغش وكل ما يمكن أن يفسد أو يأكل الجثث. للخزامي فوائد طبية عديدة عرفت منذ القدم، فهي: مطهرة، معقمة، مبيدة للجرائيم، مسكنة، مقاومة للتشنجات، ودافعة للريح. كما تعرف منذ القدم منافعها كشافية للجروح، مقاومة للدغ الحشرات. ففي حال لدغة الحية يفرك الجرح بقبضة من الخزامي. وهي تستعمل حتى أيامنا هذه لمقاومة العث والقمل. أما العلاجات بالاعشاب فينصح بالخزامي لمقاومة الكآبة، القلق، الأرق، بالاضافة الى الروماتيزما والمجاري التنفسية. ويستعمل الزيت المستخرج منه لمقاومة الاحتكاك. اصل الزهرة ويقال أن أصل زهرة الخزامي يعود الى الجزيرة العربية (السعودية)، وكانت رفيقة العرب أينما ذهبوا، حتى في فتوحاتهم، ونقلوها معهم الى اسبانيا وفرنسا. Lavandula angustifolia أو Lavande vera أو الخزامي الأصلية، وتحمل أسماء أخرى مختلفة بحسب البلد التي تزرع فيه مثلاً اللاوندة الانكليزية، ويفضل البعض تسميتها لوندة الألب. وهي الأفضل بين كل الأنواع لنوعية الزيت الذي يستخرج منها. هذه الشجرة الصغيرة يمكن أن يصل ارتفاعها الى المتر، تزهر بين شهر ابريل/نيسان وشهر مايو/أيار. كما يمكنها أن تشكل سياجات مميزة يفوح عطرها لمسافات بعيدة. تتميز بلون أوراقها الفضي الذي يتماشى مع لون أزهارها البنفسجية السنبلية الشكل. يتراوح ارتفاعها بين 30و60 سم. وتعتبر من أنواع الشتول التي تحب الطقس الحار. شروط نجاحها التربة: لا تهمها نوع التربة عادية كانت، أم حتى كلسية وجافة. النور: تفضل الأمكنة المشمسة، الحارة والجافة. من أشهر الأنواع Grosso يتميز هذا النوع بحجم أزهاره الكبير، وعطرها القوي، Hidcote كثيف وصغير الحجم لون أزهاه مائل الى الأزرق، Munstead يتميز بلون أزهاره البنفسجي القاتم وأوراقه الرمادية. كما ان هناك أنواعاً أخرى من الخزامي منها: Lavandula Latifolia أو Lavande Aspic وهو نوع قديم، وبالرغم من ان نوعية عطرها أخف من نوعية الخزامي الأصلية إلا أنه يدخل أيضاً في تركيبة العطور نظراً لوفرة زيوته. وهي من الأنواع السريعة النمو يتراوح ارتفاعها بين 50و60 سم أما عرضها فيتراوح بين 60و80 سم. تستعمل للسياجات، يمكن قصه في شهر مارس لمنحه شكلاً كروياً. وإزهاراً كثيفاً كما يجب إزالة الأزهار الذابلة كلما تكونت. ومن مميزات هذا النوع من الخزامي هو عشقه للشمس الحارقة، كما يحب التربة العميقة، الكلسية، الرطبة وحتى الجافة