ياااااااااااه يا نهلة , أقولُها و انا أتعمّدُ أن تسمعها أحلامي , تماماً كما قرأتُ قصّتكِ بصوتٍ عالٍ كافٍ لأن يخترقَ كلَّ آذانِ الانتظاراتِ الصّامتةِ في ذاكرتي ..
بانتظارِ حلمٍ كانَت هي , بأحلامٍ تفترسُ العاداتُ و العقولُ الباليةُ أقدامها , تاركةً لليأسِ أعصابها فقط .. ليتلهمها على مهل !
و بينما يقفُ هوَ كالحبِّ على قدمينِ من اصرارٍ أمامَ الجهل , يحتاجُ عكّازاً من الكلامِ و كرسيّاً تدورُ عجلاتُهُ بسرعةِ النّسيان , ليذكّرها بقيمةِ الحزنِ في زمنِ الأفراحِ السّريعة !
كم من عمرٍ نحتاجُ يا صديقتي حتّى نستطيعَ الانتظارَ بما يكفي لحلم !
كم من مطرٍ نحتاجُ حتّى نغسلَ الحبَّ من قلوبنا و نُصبِحَ قادرينَ على اختزانِ الماءِ و الذّاكرةِ حتّى حبٍّ آليٍّ آخر , يُشبهُ تصلّبَ أوردةِ أفكارِهم و انسدادَ دسّاماتِ عقولهم تجاهَ حبِّ الآخرين !
كم من قلبٍ يا نهلة , سوفَ نحتاجُ حتّى حبٍّ آخر .. يناسبهم !
:
كنتِ هُنا تنسجينَ على نولٍ شفّافٍ جدّاً شالاً بلونينِ أساسيّين ..
خيوطكِ كانّت الذّاكرةُ و القلبُ المفتوحينِ على الآخرين و همومهم و وجعهم و حبّهم .. و أمانيكِ .
بارعةٌ جدّاً و متميّزة
و شُكراً لا تفيكِ
لكِ القلب .