بعض النصوص تقدم مثل اي شي وينتهي لونه وطعمه
هذا النص متجدد ومتقد
لــ محمد المرزوقي
(1)
تقبلين..
انثى تمارس غيها في شكل مزنه /
تكسر ضلوع الجدب في صدر الصحاري.
وأنوب عن كل الخليقة في تحمل هذه الفتنة!
تقبلين..
كأن الريح تتمنى التوغل في عباتك.
ياهي تبي تشرب دفاك.
أو هي تبي تحرس خطاك.
وتشاركك هذا المدى..
أو هو عبث فيها،
يحرضها على ضم الغصون المثمرة !
تقبلين..
تتركين العطر يرعى في خلاياي.
تشغلين بريحتك بال الطبيعة:
"من هو اللي فاح بالأخر؟
أنتي أو عطرك؟"
عطرك الصاخب يبدد وحشة الوقت.
نغمة..
طارت من أعشاش الكمان.
عبد ينظف لجل عين السيدة وجه المكان.
تقبلين..
وتتركين العطر يصهل في عروقي
كل ما رنت خلاخيلك..
تستحيل الأرض تحتك راقصة ، وتهز لجلك عودها !
كل مارنت خلاخيلك ..
صار القمر يبكي مثل كاهن وحيد:
"من هو جدير بكعبك العالي سوى صدري؟!"
تقبلين..
وأشعر انه مابقى غيري على وجه البسيطة:
حارس لهذا الجحيم الأنثوي!!
(2)
أي شكل ترغبين انك تحبيني عليه؟
تفرشين الثلج لي في أكثر أوضاعه جفاف،
واتساقط جمره ، جمره عليه!
أسكب أنفاسي على هذي الحديقة،
ويطول عنق الورد باللثم ويتيه!
تنتخبني شفتك سلطان هذا الليل،
يامر وينهي بكل اللي يبيه.
ارمي عظامي على هذا الرخام،
سجادة تشكي تعبها!
أي كوكب ترغبين انك تحبيني عليه؟
تسرقين الروح من كوخ الجسد.
وتسكنينه / تسكنيني
تنهريني مثل غيمة باسلة:
" افتح عروقك، بالتراب الموحش المكتظ بآلاف الصحاري "
وتدخليني
تختارني ريحك من آلاف البروق،
وتشطريني :
نصف يتمرغ بالندى.
ونصف يتلحف بالنسيم.
وتعشقيني.
وتسكنيني.
وتدخليني.
وتشطريني.
تستحيلين بثواني:
باقة من شمع يصرخ في لهاثه:
"هيت لك..
يا شمعداني!!"
(3)
بيني وبينك جسر في طول الخيال.
بيني وبينك لون في ليل الحقيقة.
بيني وما بينك مسافة،
مليئة بشتى النقائض:
بنت تنام الصبح وتقوم المسا،
تكتشف به نفسها أكثر!
وشاعر يطحن ضلوعه شارع مليان بأشباح الحقيقة،
ويغرق بأوهامه اكثر!
بيني وبينك شي.. ممكن يكون أحيان حب.
بيني وبينك حب.. ممكن يكون أحيان لا شي.
بيني وبينك واقف هذا الممات اللي يسمى دونما فهم : الحياة.
بيني وبينك واقفة هذي الحياة اللي تسمى دونما حزن : الممات.
كل شي بيني وبين يفرقنا،
من أول حلم إلى آخر حلم .
ولا شي يجمعنا سوى هذا الحمام اللي يرفرف في دمانا،
ويحسسنا بطعم اليتيم!
(4)
نودع العقل بسراديب الجنون.
ونتوج الملح بدمانا:
سيد .. يحني سمانا.
نراوغ الموت.. ونكتشف كنه الجسد.
ونظفر بمفهوم آخر للتراب!!
نراوغ الموت..ونطلق عصافير الجسد.
قلادة في عنق هذا الريح.
نراوغ الموت..ونشعل قناديل الجسد.
تعويذه لليل من نفسه!
... للذة أيدي نستطيع إنها تجمل صورة العالم،
وتحملنا على جناح الفراش.
لكنها: جنة مسجونة مابين قضبان الغرف!
(5)
يتكفل البحر بجروحي.
لا تجبريني أحرق أعلامي.. واحبك
لا تجبريني أولن الباقي من أحلا مي بوجهك.
لا تجبريني.
أون بكل ما أوتيت من ضعف:
احضنيني
لا تجبريني.
أتقمص هيئة البحر،
وانشدك في لحظة جنون الزبد:
أرجوك اعبريني.
لا تجبريني أعاود العزلة من أول.
وأنا الذي فيني من الوحشة ،، ما يخلي هذي الدنيا تمل من
نفسها!
لا تتركين الفجوة ما بيني وبين الكون تكبر،
لا تتركين الهوة ما بيني وبين الناس تكبر،
لا تجبريني.
أبروز بوجهك ظلام الأمكنة.
روحي...
ما لرمشك فضل غير انه حداني:
أتخلى عن غروري.
وانكسر في داخلي.
واكتشف قوة حناني.
روحي...
يكفي اني نبت عن كل الخليقة في تحمل هذي الفتنة.
روحي...
باسند أوجاعي على صدر الزمن.
ويتكفل البحر بجروحي
يتكفل البحر بجروحي